في ماليزيا أسباب أذانا
لا أظن أن أكثر المتفائلين بإعلان الرئيس حربه على الفساد والمفسدين واصطياد القطط السمان كان ينتظر أن يقرأ خبراً كالذي خرجت به صحف الخرطوم أمس، وهي تعلن عن قيام فرق تفتيش مختصة بالتنسيق مع السُلطات العدلية، بمراجعة حسابات بنكية بماليزيا تتبع لعدد من الشركات والمسؤولين والأفراد، وتسابقت الخطى إلى أبعد من ذلك حيث ستقوم هذه الفرق بمراجعة حسابات هؤلاء في قضايا تتعلق باستغلال النفوذ وغسل الأموال وغيرها من الاتهامات التي فاحت وأزكمت رائحتها الأنوف، أقول إن أكثر المتفائلين ما كان يظن أن الحرب على القطط السمان ستتصاعد بهذا الشكل السريع الذي هو ربما مفاجئ للقطط نفسها التي أدمنت اللهط حتى ظنت أنها في مأمن من الحساب والعقاب.
وخلوني أقول إن هذه الخطوات الجادة التي تقوم بها السُلطات في عدد من قضايا الفساد المالي والإداري، بتوجيهات مباشرة من رئاسة الجمهورية، وبمتابعة من الأجهزة الأمنية، هي خطوات حتى أن جاءت متأخرة فإنها بلا شك خطوات منقذة وجادة لعودة الروح لهذا البلد، الذي أنهك وأرهق وانكسر ضهره بسبب الأطماع الشخصية، والأنانية القاتلة وانعدام الوطنية المخجل وأزمات السودان التي تعاقبت وتطاولت كانت بالنسبة لهؤلاء بردا وسلاما يفرحون بها ويتباشرون بقدومها لأنها تجعل أرصدتهم تتضاعف ومضارباتهم تتعالى في غياب للضمير لو أنه وجد من يوثقه بالأرقام والأسماء لاستحق عن جدارة اسم جريمة القرن الواحد وعشرين.
الدايرة أقوله إن خبر بهذه الأهمية وهذه الكيفية ينتظر الشعب السوداني نتائجه على الهواء مباشرة وبأحر من الجمر، لأن الناس عارفة وواثقة أن الذين مصوا دماءهم ياهم ذاتم ناس حسابات ماليزيا ديل الذين خربوا الاقتصاد بصفقات فاشلة و(كوميشنات) باهظة وظلوا في مأمن من الحساب والعقاب لكن لكل أول نهاية وجاك الموت يا تارك الصلاة.
في كل الأحوال هذه الحرب الضروس على الفساد لن تمر بأخوي وأخوك والمعنيين بها ما ساهلين ولا هينين، ومؤكد سيقاوموا بطريقة فرفرة المذبوح، مما يجعلنا نقول للأخ الرئيس وشرفاء الأجهزة الأمنية، إن التاريخ يفتح لكم صفحاته متسعة لكتابة تاريخ جديد انحيازاً للشعب السوداني، ليعود حقه المنهوب عينك عينك تحت مُسميات مخجلة مثل التحلل وغيرها، وهي مُسميات نجرها من نجرها لمخارجة نفسه أن وقع في الشرك أو كترت سكاكينه وعلي القيادة السياسية أن تعلم أنها طالما أعلنت انحيازها للشعب السوداني، فإنه سيبادلها الانحياز بالانحياز والوفاء بالوفاء والتقدير بالتقدير، ولتعلم أن القطط أن جاعت تأكل جناها، وهؤلاء بلا عهد ولا ذمة ومن يخون وطنه وأمته وعهده، لا أمان له ولا عهد فاضرب يا ريس بيد من حديد.
كلمة عزيزة
سارع الملحق الإعلامي الصومالي لنفي حادثة الموتر، التي تداولها مرتادو السوشال ميديا واستهجن أن تنسب الحادثة لبلاده، وهو أمر طبيعي يستحق عليه التحية لأي شخص غيور على سمعة بلده، في الوقت الذي يصر فيه بعض الجهلاء أن الحادثة وقعت في حي المنشية، متخذين منها وسيلة للهجوم على الحكومة، ضاربين عُرض الحائط بقيمنا وأخلاقنا التي لازالت بخير رغم كل المتغيرات، فيا هؤلاء هذه البلاد ليست ملكا “للبشير” أو المؤتمر الوطني، لتلطخوا سمعتها وتوصمونها بالشينة المنكورة، تذهب الحكومات ويفنى الشخوص وتبقى الأوطان وكما يقول أهلنا السمعة أطول من العُمر افهموها بقى..
كلمة أعز
سيظل مجلس تشريعي الخرطوم، مجرد مجلس (لطق الحنك) طالما يوجه فقط انتقادات كلامية لحكومة الولاية من شاكلة تراجع الخدمات الأساسية بالولاية، مطالبين الحكومة أن تصبح حكومة ميدان، وأن هناك زيادات في الأسعار غير منطقية وانفلاتاً في الأسواق. اها، وبعدين؟ ماتجيبوا الوالي وأعضاء حكومته وتسألوهم سؤال الملكين، بدل حنك النمل الما بقرص!!