وما أدراك ما الفساد
وما أدراك ما الفساد، لم يكن خافياً على أحد من عامة الشعب السوداني أن واحدة من أهم أسباب الردة الاقتصادية والمعاناة التي يتجرع كؤوسها، هي أذرع الفساد التي نهشت بأظافرها الطويلة المسمومة لحمه بلا رحمة، وقد ظل المواطن يجلس على مقاعد الفرجة والحسرة يراقب ويشاهد من تضخمت أرصدتهم وتعالت طوابقهم وتكورت وتمددت كروشهم في انتظار أن يعود الحق المنهوب لأصحابه، لكل ذلك نزل حديث الرئيس عن القطط السمان برداً وسلاماً على السامعين، محفوفاً بكثير من التفاؤل، وبأكثر من هذا التفاؤل توجساً أن تضع هذه القطط العصي في عجلات قاطرة الإصلاح والعدالة والفساد للأسف تمدد وتشعب وأصبح دولة عميقة داخل دولة فقيرة ومنهكة ومرهقة، وكأن هؤلاء يمتون لنار جهنم بصلة القرابة وهي التي لا تشبع من الأجساد وتقول هل من مزيد، لذلك جاءت الخطوة الأخيرة التي خطتها الجهات الأمنية وهي تحكم الطوق حول رقاب أسماء طالتها تهم الفساد، هي خطوة في الاتجاه الصحيح لمحاربة هذا الطاعون الفتاك الذي استشرى بشكل يدعو الاستغراب والحسرة، والمدينة تتحدث عن (كونترنات) الدولارات المقرشة في الحيشان، لكن كمان خلوني أقول إن هذه الخطوة ينبغي أن تكون بعيدة عن نظرية الخيار والفقوس، بمعنى أن تكون المحاسبة وأن يكون التحقيق شاملاً اتجاه من يتم التشكيك في مصدر ثروتهم أياً كانوا، بغض النظر عن هم منو وقرايب منو وتأثيرهم شنو، والعدالة تبدو في صورتها النمطية المرسومة مغمضة العينين لا تجامل أحداً ولا تعمل سيفها رقبة زول وتطبطب على آخر، والكل سواء في الإدانة والبراءة، الدايرة أقولو إن هذه الخطوة الكبيرة في محاربة الفساد جعلت قدر الشعب السوداني أن يتحول ويبتعد عن ساحات ما، يفترض أن تكون معاركه الطبيعية والمنطقية والضرورية في البناء والإعمار ومحاربة الجهل، وهي معارك الانتصار فيها وعليها وضع غيرنا من الأمم في الاتجاه الصحيح، لكن قدرنا أن تكون معركتنا في محاربة الفساد والمفسدين والبعض عندنا تحول للأسف من خانة المفسد إلى خانة الهمباتي عديل كده، معركتنا الآن قلع حق الشعب السوداني من عيون هؤلاء، وهي خطوة مكلفة للغاية تحتاج لإرادة سياسية حقيقية تجعل القائمين على الأمر يضعون أياديهم داخل أعشاش الدبابير وجحور العقارب وأنياب التماسيح، هي معركة لن يتم الانتصار فيها بي أخوي وأخوك، لذلك تحتاج للدعم الرسمي والشعبي، في ما عدا ذلك تظل معركة مع طواحين الهوى والحال في حالو، ويظل الفساد كما الرماد (كايلنا) كان شالو ما بتشال وكان خلوهو دفن الدار.
}كلمة عزيزة
كل المؤشرات والبشائر تؤكد أن الخرطوم ستشهد هذا العام خريفاً هطّالاً ومدراراً، لكن على أرض الواقع لن نتلمس أي مجهود حقيقي في ولاية الخرطوم، استعداداً للخريف والسيد الوالي لا أسكت الله له حساً، لم يعلن حتى الآن عن خارطة طريقه لمواجهة هذا الموسم الاستثنائي أو خطته حتى لا تغرق الخرطوم في شبر موية، ولا ندري أي سيناريوهات ستواجه الخرطوم خريف هذا العام، اللهم إلا إن كان سيناريو فيلم كل المواسم والسيد الوالي يخوض في الموية رافعاً بنطاله يشاركنا موسم السباحة الإجباري.
}كلمة أعز
للأسف الشديد أغرى عدم الرقابة على الأسواق والمنتجات الصناعية كثيراً من معدومي الضمير في التلاعب بقوت الشعب السوداني، وها هي واحدة من الحملات لنيابة المستهلك تكتشف فساد مصنع زيوت ليهو شنة ورنة، أطلقوا يد هذه النيابة وقووا ضهرها وستروا العجب العجاب.