ربع مقال

الرغيف.. أهؤلاء عاجزون إلى هذه الدرجة؟

د. خالد حسن لقمان

شيء يدعو للحيرة بالفعل فبعد سنوات طويلة تعود صفوف الرغيف من جديد.. لماذا؟.. إليكم الموقف: أصبح الآن الاتجاه وتبعاً لمتغيرات سعر الدولار، والاحتجاجات المتلاحقة من أصحاب المطاحن إلى اعتماد ما يُسمى بالدقيق التجاري (أي غير المدعوم من الحكومة)، وهذا النوع من الدقيق سعر الجوال منه زنة (50) كيلو تسليم المطاحن ومن غير ترحيل (850) جنيهاً، وبهذه القيمة سيكون سعر الرغيفة الواحدة (2) جنيه، وسعر (3) رغيفات (5) جنيهات، هذا بحسابات سعر الجوال زنة (50) كيلو، أما الجوال زنة (25) كيلو من هذا النوع التجاري وأيضاً تسليم المطاحن بدون قيمة الترحيل فسعره (450) جنيهاً، أما الدقيق المدعوم فقيمة الجوال زنة (50) كيلو (570) جنيهاً تسليم المطاحن بدون ترحيل أيضاً، ومن هذا النوع يكون سعر الرغيفة الواحدة (1) جنيه، وهو الذي كان معمولاً به إلى ما قبل أقل من أسبوع، ولازال يوزع منه للمخابز، ولكن بكميات قليلة لا تكفي المواطنين، وهو ما سبب ظاهرة الصفوف الحالية، إذ إن المطاحن تنتظر وتطالب باعتماد السعر التجاري، وهو ما يعني في النهاية رفع الدعم عن الدقيق إذا ما استمرت الأزمة دون العودة لإعطاء المخابز ما يكفيها من الدقيق المدعوم.. هذا هو المشهد بأرقامه هكذا بلا فهامة ولا درس عصر.. بالله عليكم ماذا يمكن أن نقول في هذا؟.. حكومة لديها تجربة تجاوزت الربع قرن من الزمان، لا زالت تجهل كيفية تأمين خبز الرغيف حتى لا يخنقها أحد ويضعها في هكذا موقف حرج ومتأزم؟!!.. نملك آلاف الأفدنة المروية ولا نستطيع تأمين رغيفنا؟!!.. أي العقول هذه التي تمسك بملفنا الاقتصادي؟!! .. أهؤلاء عاجزون إلى هذه الدرجة؟

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية