مسألة مستعجلة

فلنحول مصائبنا فوائد!

نجل الدين ادم

ولأن الحكومة لم تعزز سياسة التعامل بالأوراق المالية والدفع الإلكتروني بين عامة الناس، كان لأزمة السيولة التي ضربت البنوك في الآونة الأخيرة، تأثير كبير على الغالبية العظمى بما في ذلك الرعاة والمزارعين، فتعذر على البعض منهم إدارة شأنهم المالي وتوقفت المصالح في بعض الأحيان إلى إشعار آخر، لأن الكثير منا يجهل سبل تحويل هذه النقود إلى أوراق مالية تحفظ القيمة وتعود عليه بالفائدة، كذلك أن الكثير منا لا يميل إلى المعاملات الإلكترونية التي تمكن من سداد رسوم الخدمات أو غيرها عبر إشارات إلكترونية أو أوراق مالية ذات قوة مادية.
اطلعت قبل يومين على تصريح مسؤول حكومي يتحدث عن زيادة نسبة السيولة وتحسنها في الآونة الأخيرة بعد إجراء بعض المعالجات، ما يعني انسياب التعاملات المالية بشكل أفضل مما كان عليه الوضع في الآونة الأخيرة، وبعض البنوك اتجهت إلى تحديد سقوفات للصرف من حر مالك!
المسؤول عقد مقارنات لنسب السيولة بيننا والدول المتقدمة، وذكر أن بعضها تكون نسبة السيولة فيها (1%)، والأمور تمضي عال العال، ولكم أن تتخيلوا كيف سيكون حالنا إذا بلغنا هذه النسبة؟
مؤكد كانت ستكون الأزمة مستفحلة ويمكن أن تكون عاقبتها سالبة للغاية، تلك الدول المتقدمة التي تقل فيها نسبة السيولة وأوضاع تعاملاتها المصرفية كما ينبغي، بسبب تحولها كلياً إلى المعاملات الإلكترونية وكروت المعاملات المختلفة أوراق السداد والدفع.
أمس الأول، توصلت لجنة مكلفة بإعادة صياغة هذه المعاملات، وهي اللجنة العليا للدفع الإلكتروني، إلى قرار بإيقاف السداد بـ(الكاش) نهاية العام، بمعنى أن شراء الكهرباء مثلاً سوف لن يكون عن طريق (الكاش) أو غيرها من الخدمات، مؤكد أن هذا تقدم جيد يمكن أن يمتص الكثير من الآثار السالبة لقلة السيولة المتداولة.
وزارة المالية تحتاج لأن تحول حالة الأزمة هذه إلى مكاسب جديدة تنقل فيها الناس إلى ثورة التكنولوجيا والمعاملات الفورية وغيرها من الصيغ والنظم المعمول بها في دول العالم المتقدم، حيث إنك لا تجد من يحمل عملة نقدية لشراء خدمة أو مستلزمات، فقط بطاقة ممغنطة تكون بمثابة شيك مصرفي أو عملة نقدية، أنا متأكد أن هذا الوضع المتقدم لو كان معمول به في السودان، لما شعرنا بأزمة السيولة التي ربما افتعلها البعض من الرأسمالية ورجال الأعمال، لذلك ينبغي على وزارة المالية عبر أجهزتها المختلفة، أن تعمل جاهدة من أجل هذا الانتقال السلس خصوصاً أن مظهر العملة وحملها بالصورة المعتادة عندنا في السودان، نستخدمها في كل شيء، انتهى في كثير من دول العالم وأتمنى أن نكون من بين هؤلاء الذين ودعوا التداول التقليدي إلى العملة.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية