ما سر هذا الإحباط؟
حالة من اليأس والإحباط تسيطر على كثير من الناس وحتى العيد الذي يُفترض أن يعيش الإنسان فيه أجمل اللحظات مرّ سريعاً دون أن يستمتع المرء ببرامج ترفيهية مع الأسرة أو من خلال البرامج التي تقدمها القنوات الفضائية، ولكن معظم القنوات الفضائية بما فيها السودانية كانت برامجها رتيبة أو مكررة لم نحس بالاستمتاع أو الجديد فيها، وما زالت المسلسلات التركية هي المسيطرة على معظم القنوات الفضائية، الأتراك حاولوا أن يجذبوا المشاهد العربي إليهم من خلال تلك المسلسلات التي تجد فيها كثير من التشويق والإمتاع، والناظر إليها يجدها تختلف تماماً عن المسلسلات المصرية التي فقدت نكهتها بسبب التكرار وتكرار نفس الوجوه بخلاف المسلسلات المصرية التي كانت تشد المشاهد إليها عندما تجد الكبار فيها أمثال “فاتن حمامة” و”جميل راتب” و”سهير المرشدي” و”عفاف شعيب” و”نور الشريف” و”صلاح قابيل” وغيرهم من عمالقة الفن المصري، أما اليوم فأصبحت المسلسلات المصرية لا ترقى للمستوى القديم، ولم تشد المشاهد وتجعله (يتسمر) في الكرسي كما كان في الماضي، أما المسلسل التركي فقد خطف الأضواء ووجد جمهوراً كبيراً من المشاهدين العرب خاصة النساء اللائي لا يفوِّتن حلقة، وإن فاتت بالليل تم لحاقها بالنهار أو في ساعات متأخرة من الليل، ولربما تلك المسلسلات قللت ولو لفترة حالة الإحباط التي يعيشها الإنسان.
حالة الفزع التي أصابت المواطنين بجبرة وأبو آدم ومعظم المناطق التي تجاور مصنع اليرموك الذي اعتدت عليه إسرائيل بالقاذفات ما زالوا يعيشون حالة من الذهول جراء تلك الغارات التي أثرت في كثير من المباني وتضرر المواطنون، فتصدعت بعض المنازل وطارت سقوفات بعضها وهرب الأطفال ودخل الفزع في قلوب الآخرين منهم، وما زالت الأسر المتضررة تسأل من الذي سيقوم بتعويضها لما أصاب ممتلكاتها من التلف، هل الدولة حصرت الخسائر في المصنع، وهل شكلت لجاناً للطواف على المناطق المتضررة وحصرت الخسائر، ووعدت المواطنين بأن الدولة سوف ترفع كشفاً بالخسائر للأمم المتحدة لتعويض المواطنين؟ أم أن الأمر سيظل طي الكتمان، والجاتك في مالك سامحتك.. وماذا عن الذين توفوا، وهل هناك مفقودون من النساء والأطفال والعجزة وكبار السن، وكم عددهم وأين ذهبوا، وهل الأسر التي شاهدت ذلك المنظر وقتها ونجت بنفسها هل تنام مطمئنة، وهل انخفضت أسعار الأراضي بمناطق جبرة وأبو آدم وكل المنطقة المجاورة لمصنع اليرموك، كما حدث لمنطقة المهندسين بأم درمان عندما تضررت في يوم (الاثنين) الأسود ويوم وفاة الراحل جون قرنق ودخول خليل أم درمان؟.
إن الإحباط يلازم المواطن السوداني دائماً والسبب أن الرؤية المستقبلية غير واضحة بالنسبة لهم.
ثانياً الغلاء وارتفاع الأسعار في السلع الضرورية كافة بالنسبة للمواطن جعله ييأس من الحياة ويظن أنها ستستمر هكذا، وأن الدولة بعيدة كل البعد عنه وأنها لم تتخذ أي خطوات عملية جادة تحاول تخفيض تلك الأسعار حتى يحس بالطمأنينة والاستقرار النفسي، لذا أي نفق مضييء يحاول أن يستغله المواطن ولو اضطره للهجرة حتى ينعم بالحياة والرفاهية.