ولنا رأي

عدنا إليك يا حبيب الله

بعد ثلاثة وعشرين عاماً من الغياب عن مكة المكرمة وعن رسول الله ها ربنا يكتب لنا العودة مجدداً لأداء العُمرة والتشريف بزيارة حبيبنا رسول الله، على الرغم من زيارة مكة أو رسول الله لم تكن صعبة ولكن أهلا يقولوا لك لو ما المنادي نادى فلن تستطيع أن تصل إلى تلك الأماكن المقدسة، لقد من الله على أداء العُمرة في العام 1981 تقريبا عندما كنت طالبا بالقاهرة عندما أعلن الاتحاد عن إتاحة فرصة لأداء العمرة للطلبة السودانيين فتقدم أكثر من خمسمائة طالب والمطلوب ثلاثين طالباً فقط وقد من الله على أن أكون ضمن الثلاثين طالبا من كل الجمهورية، أبحر بنا القمر السعودي وقتها إلى جدة في رحلة لعب الاتحاد فيها دوراً كبيراً في تهيئة الأجواء لأداء العمرة ولازلت اذكر السفير الآن “عوض حسين” الذي كان مشرفا علينا أمضيت بعد العمرة شهرا كاملا مع ابن أختي الأستاذ “علاء الدين خليل” الذي كان يعمل بالخطوط الجوية السعودية، ومنذ تلك الزيارة أي بعد عشر سنوات لم أتمكن من زيارة الكعبة وزيارة رسول الله، ولكن في العام 1991 تهيأت لي فرصة أخرى لزيارة مكة وأداء العمرة وزيارة رسول الله، وهذه المرة لم تكن عمرة فقط ولكن كما كان يقول السودانيون (عُمرة وزوغة)، فكتب لي الله البقاء ما يقارب الخمس سنوات أمضيتها في ضيافة نسيبنا “العبيد محمد حامد” الموظف بهيئة الإغاثة الإسلامية بجدة، عملت في مجالات مختلفة وبعد تلك السنوات العجاف عدنا وكان في استقبالي الأخوين “عمر إسماعيل والنحاس” بصحيفة (السودان الحديث) التي أصر الأخوان على البقاء معهما وفعلا لم أعد إلى السعودية، وظللت بها إلى أن أحدث الأستاذ “أمين حسن عمر” دمج الصحف وفي غمرة العمل المتواصل لم يخطر على بالي أن أعود إلى المملكة ولو عُمرة وها أنا أعود إليها بعد ثلاثة وعشرين عاماً وجدت تطوراً كبيراً قد حدث بالمملكة إنشاءات كبيرة في العمران والطرق وغيرها من مناحي الحياة، ولكن ورغم طول تلك الفترة لم تتغير الأسعار نفس سعر التاكسي من جدة إلى مكة عشرة ريالات نفس أسعار الاكل كما كانت خمسة ريالات تأكل بها، أما الكعبة المشرفة التي أكرمني المولى بزيارتها أمس أداء العُمرة لقد توسع الحرم بصورة كبيرة جدا ولا أبالغ لو قلت إن عدد المعتمرين أمس الأول قارب إلى المليونين معتمر، ولن تستطيع أن تطوف بالكعبة وأنت تحت، إلا عبر الطوابق العليا كل الطرقات محاطة بالمعتمرين في زمن سابق كان بإمكانك أن تقبل الحجر الأسود في كل لفة طواف ولكن الآن لن تستطيع رؤيته ناهيك عن تقبيله، لقد أسهمت المملكة العربية السعودية ملكا وولي عهد وكل المسؤولين تهيئة مناخ العبادة بكل سهولة ويسر ربنا يتقبل من الجميع.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية