ولنا رأي

مجلس الوزراء وجلسة الست ساعات!!

صلاح حبيب

خصص مجلس الوزراء أمس، جلسته الاستثنائية أو التاريخية التي امتدت لست ساعات، لمناقشة تقرير المرحلة الأولى لأعمال اللجنة العليا لمتابعة مطلوبات الحوار الوطني، كل أعضاء المجلس كانوا حضوراً الوزراء ووزراء الدولة، كما شهد الجلسة ستة من رؤساء التحرير وعميد الصحافة الأستاذ “حسين خوجلي” مدير قناة أم درمان الفضائية، ومديرو القنوات الفضائية السودانية والأجنبية والمراسلون.
اتسمت الجلسة بالشفافية ومناقشة قضايا الحوار الوطني منذ الوثبة وحتى الانتهاء من التوصيات التي بلغت (994) توصية، نفذ العديد منها، وناقش الوزراء التقرير بكل شفافية، بينما استمع السيد النائب الأول، رئيس مجلس الوزراء القومي الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” لكل المداخلات بصدر رحب، ومنحت فرص لرؤساء التحرير للتعليق وإبداء الرأي حول التقرير الذي قدم من رؤساء اللجان السيد “جمال محمود” وزير الدولة بمجلس الوزراء، والبروفيسور “هاشم علي سالم” والدكتور “إدريس جميل” وزير العدل، واستمعنا إلى تلك التقارير، وأجمع المتداخلون على أن كل التوصيات التي تضمنها التقرير بذل فيها جهد كبير واتسمت بالموضوعية والشفافية، ولكن هناك بعض الملاحظات التي يمكن أن تتم معالجتها الفترة القادمة.
عموماً وجدت التقارير الثناء من الجميع، وقد أجاز المجلس التقرير فيما أرجأ بعض الملاحظات إلى جلسة غدٍ (الخميس)، خاصة فيما يتعلق بموضوع محاكمات العسكريين في المحاكم المدنية خاصة الذين ارتدوا البزة العسكرية وقاموا بالاعتداء على قواتنا المسلحة في أماكن عملها، ووجدت تلك التوصية توضيحاً من وزير الدولة للدفاع والذي وعد بأنه لا يمكن أن تتم محاكمة العسكريين في المحاكم المدنية لتطاول زمنها، ولا يمكن أن يتم قتل أفراد القوات المسلحة وربما المحاكم المدنية تعمل على إصدار أحكام البراءة عليهم أو أن يأتي العفو العام عنهم، ولذلك وجد مناصرة من الفريق “عبد الرحيم محمد حسين”، وأمّن الجميع بما فيهم السيد رئيس الوزراء، على معاش الناس واعتبره أولوية، فلا بد أن تقف الدولة إلى جانب البسطاء والفقراء من أبناء هذا الشعب.
الدكتورة “أبوكشوة” رئيس قطاع التنمية الاجتماعية قالت هناك توصيات تتعلق بمرتب الطبيب وتمت المطالبة بأن يكون هو الأكبر في الدولة، وكذلك مرتب معلم مرحلة الأساس.
أما السيد “مبارك الفاضل” وزير الاستثمار طالب بزيادة الإنتاج والإنتاجية، وقال إن هذا الشعار ظل مرفوعاً منذ فترة ولم يتم تنفيذه إلى الآن، وقال لقد تم التحضير إلى الموسم الزراعي الحالي مبكراً وتم توفير كل الاحتياجات له وتخصيص ثمانية ملايين ونصف فدان، وافق البنك الزراعي على تمويلها بقيمة خمسة عشر مليار جنيه، كما تم توفير السماد والبذور والآليات الحاصدة، وتجري متابعة الموسم الزراعي على قدم وساق من أجل زيادة الإنتاج والإنتاجية. إن جلسة مجلس الوزراء اعتبرت التقرير الأول بداية لمناقشة التقارير الأخرى ولكن يمكن أن يكون هناك إصلاح وتعديل في بعض التوصيات.
إن قضية الأمن والسلام أيضاً واحدة من القضايا التي تطرق لها موضوع الحوار الوطني، والذي أجمع الكل على أن الحوار الوطني عمل يعد من أهم الموضوعات التي ناقشت قضية الهوية والسلام والوحدة والاقتصاد والعلاقات الخارجية والحريات والحقوق الأساسية، وأمن الجميع على أن البلاد تشهد الآن استقراراً كاملاً في كل أرجائها، وهذا من فوائد الحوار الوطني، واعتبر أن الحوار الوطني لم يكن بالمركز، بل في كل الولايات، وقال أعضاء لجنة الولايات التي طافت أكثر من ثلاث عشرة ولاية وقفوا خلالها على إنفاذ مخرجات الحوار الوطني، إن السيد رئيس الوزراء كان راضياً عن الأداء الذي تم ووزعت الفرص لمعظم المتداخلين، واعتبر ذلك بداية لحل مشاكل السودان المختلفة عبر هذا الحوار الذي ارتضاه الجميع.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية