ولنا رأي

المؤتمر الوطني أقلب الصفحة!!

صلاح حبيب

حسم الأستاذ “حامد ممتاز”، وزير ديوان الحُكم الاتحادي، الجدل الذي أثاره بعض أعضاء المؤتمر الوطني، بشأن ترشيح رئيس الجمهورية، المشير “عمر البشير” لانتخابات 2020 وقال إن “البشير” هو مرشح الوطني في الانتخابات القادمة، وبذلك يصبح السيد الرئيس هو المرشح الوحيد للانتخابات القادمة، ولا اظن أن المكتب القيادي للمؤتمر الوطني عنده كلام تاني، ولن يدفع بمنافس له، ولا اظن المعارضة ستدفع بأحد مرشحيها كما حدث فى انتخابات 2010 أو انتخابات 2015 التي قاطعتها، لذلك أن انتخابات 2020 ستكون بدون أي منافسة وسيفوز “البشير” بها بدون أي مجهود وسيحكم البلاد لمدة خمسة أعوام أخرى حتى 2025، الناظر إلى الإنقاذ منذ مجيئها في العام 1989 كان البعض يظن أن فترتها لن تطول أكثر من شهر أو شهرين ولكن استمرت إلى تلك الفترة التي بلغت تسعة وعشرين عاماً حدثت فيها كثير من المشاكل والصراعات وراح ضحيتها عشرات من أبناء الوطن في أدغال الجنوب، عندما كان الجنوب جزءاً من الوطن، وظل المواطن يوماً بعد يوم يحلم بوطن يسوده الأمن والاستقرار ولكن الصراعات التي اندلعت بدارفور غيرت الموازين، فبعد أن هبت نسائم السلام بربوع جنوبنا الحبيب بدأت صراعاً جديداً لم يكن في الحسبان فبدأت الحرب في دارفور اقوى من حرب الجنوب، وهجر المواطنون قراهم ومدنهم بسبب الحرب التي طالت الجميع وتشكلت مجموعات مسلحة استهدفت الأبرياء من المواطنين، وأصبحت المدن غير آمنة وتعطلت الحياة والتنمية، وغادر آلاف من المواطنين الولايات، بينما القيادات المسلحة تنعم بالأمن والاستقرار في بلاد الفرنجة، الآن عاد الأمن والاستقرار إلى دارفور، ولكن هل الحركات المسلحة ستشارك في تلك الانتخابات؟ وهل إعادة انتخاب رئيس الجمهورية لولاية ثالثة سيعيد الطمأنينة أكثر إلى دارفور أم أن الحركات المسلحة التي مازالت تحمل السلاح خارج البلاد، ستتمسك بموقفها الرافض لأي سلام مع الحكومة القادمة؟ وهل سياسة الحكومة القادمة ستغير مواقفها مع معارضيها؟ أم أنها سوف تنتهج أسلوباً جديداً يتسم بالحكمة والدبلوماسية، إن المرحلة القادمة هي امتحان عسير للحكومة التي يتربع على عرشها لخمس سنوات أخرى الرئيس “البشير”، فلابد أن تكون السنبلات اليابسات تغيرن إلى الخضر وإلى إخراج البلاد من دوامة الفقر والجهل والحروب إلى إسعاد إنسان السودان الذي كان يحلم بحياة هانئة وعيشة رغدة، لقد بدأ السيد الرئيس بحرب على الفساد وهو في آخر مرحلة من مراحل ولايته الثانية، وظل في كل محفل يشن الحرب على الفساد والمفسدين، وهذا الحديث خلق نوعاً من الراحة والطمأنينة في نفوس المواطنين، ولكن هل سنشهد تقديم أولئك المفسدين إلى المحاكم كما فعلت كثير من دول العالم التي شنت الحرب على مفسديها أم أن الحديث زوبعة في فنجان تنتهي بانتهاء الخبر الذي صدر؟، إن دخول السيد الرئيس الانتخابات القادمة بهذا الحماس لابد أن تكون الصفحات القديمة قد طويت من قبل أعضاء المؤتمر الوطني لتبدأ صفحة جديدة من العلاقات مع كل الأحزاب السياسية والننسى الماضي بكل ما حمل من ضغائن وحروب وصراعات وحفر، إلى أمل جديد يكون بداية لسودان ينعم كل أهله بالأمن والاستقرار وأن تعود كل الطيور المهاجرة إلى أوكارها بعد رحلة استمرت لعشرات السنيين.. فهل يقبل السيد الرئيس التحدي؟ أم تكون كل سنين السودان عجافاً وسنبلات يابسات؟.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية