ولنا رأي

أولاد دفعة!!

واحد من البرامج التي وضعتها إذاعة جامعة الخرطوم ضمن خارطتها البرامجية واستضافت الإذاعة العديد من أبناء الدفعة على مستوى العمل أو الجامعات بالأمس دخل على الدكتور “عبد الله دينق نيال” والي النيل الأبيض الأسبق، وأول وزير للإرشاد في حكومة الإنقاذ وزميل الدراسة بجامعة الأزهر، ولم التقيه منذ فترة فقال لي إن إذاعة جامعة الخرطوم حددت اليوم لاستضافتنا في برنامجها بعنوان أولاد دفعة، وهو برنامج لا يتطرق إلا لعلاقات الزمالة الدراسية وكيف تم اختيار الجامعات المصرية، لم اتردد في الموافقة على مرافقته للبرنامج خاصة وإن الباشمهندس “أحمد البشير عبد الله” رئيس اتحاد المهندسين السودانيين لعشر سنوات تقريباً ورئيس اتحاد المهندسين الإسلاميين العالمي، لقد اكتشفت كثيراً من المعلومات من خلال هذا البرنامج عن الأخوين الدكتور “عبد الله” و”أحمد البشير” على الرغم من العلاقة التي نشأت بيننا بالقاهرة، إضافة إلى السكن في المدينة الجامعية حتى التخرج، فأولاد دفعة برنامج يقدم الكثير عن الشخصيات التي يستضيفها بجانب أنه برنامح للحكي والونسة التي لا تتوفر للكثيرين، إن الإخوة المصريين أو القائمين على الجامعات المصرية قدموا خدمة للطلبة السودانيين لا تقدر أبداً، فالجامعات السودانية وقتها كانت محدودة ولا تستوعب إلا قلة من الطلبة لا يتعدون الخمسة آلاف طالب، بينما هذا العدد يمكن أن تستوعبه كلية واحدة من الجامعات المصرية، والدراسة في الجامعات المصرية لم ترهق الأسر السودانية أن كان على مستوى البعثات الدراسية أو المنح التي تقدم أو الدراسة على النفقة الخاصة، فالجامعات المصرية وعلى الرغم من فرضها مصاريف دراسية على الأجانب ولكن كانت تعامل الطلبة السودانيين معاملة خاصة، بمعنى أن الطالب السوداني معفي من المصاريف، إلا إذا تحرك الملف السياسي أو ساءت العلاقات بين البلدين، وفي الغالب تكون وسيلة ضغط ولكن مافي طالب سوداني منع من الدراسة بسبب المصاريف الدراسية، تناولنا في البرنامج كيف التحقنا بالجامعات المصرية ومن هو الشخص الذي كان السبب الأساسي في ذلك، بجانب الحديث عن العلاقات الاجتماعية بين الطلبة السودانيين والإخوة المصريين وإلى أي مدى استطاع الطلاب عكس الوجه المشرق للسودان، وإلى أي مدى عرف الإخوة المصريين السودان من خلال وجود هؤلاء الطلبة، الأخ الدكتور “عبد الله دينق” وجد فرصة الالتحاق بالجامعات المصرية من خلال الفرص التي تقدم للإخوة الجنوبيين وهو من الشخصيات التي تتمتع منذ زمن طويل بعلاقات طيبة مع الشماليين وهو مسلم ويجيد الحديث باللغة العربية وله خط جميل بها، وعلى الرغم من الإخوة الجنوبيين كان لهم اتحاد خاص بهم بمعنى أن الطلبة الجنوبيين في القاهرة لم تكن لهم علاقات كبيرة مع الطلبة الشماليين، ولكن الباشمهندس “أحمد البشير” وهو الذي شغل منصب رئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين، قال رغم تلك الجفوة منهم ولكن كنا نعاملهم مثلهم ومثل بقية الطلبة، خاصة في السفر الجماعي من القاهرة إلى الخرطوم ذهاباً وإياباً، إن فكرة البرنامج تعد من الأفكار الجيدة، ويمكن أن تقدم نماذج لعدد كبير من أبناء الدفع الدراسية ليس على مستوى القاهرة، ولكن هناك نماذج في الهند والاتحاد السوفيتي واليونان وبريطانيا والسعودية والكثير من الدول التي ذهب إليها الطلبة السودانيون، فنشكر إدارة (إذاعة جامعة الخرطوم) على إتاحتها لنا هذا اللقاء الذي تعرفنا نحن قبل المستمع على بعضنا البعض، ونشكر المذيع الذي أدار الحوار بيننا.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية