.. أليس من الغريب أن نقرأ الآن وبعد مرور أكثر من نصف قرن عن تعاون سوداني – مصري في مجال الطاقة الكهربائية؟!.. إن لم تكن مشروعات البلدان في مجال التوليد الكهربائي لم تتم ولم تحدث لما قلنا هذا.. ولكن نفذ الطرفان بالفعل مشروعات مثل هذه ومن مجرى مائي واحد يربطهما كما يربط الحبل السري الجنين بأمه.. والصورة تبدو جلية أكثر بالنظر للتجربة المصرية الضخمة بإنشاء السد العالي.. وما حدث فيها من تعاون أدى وبالفعل لتضحيات كبيرة غابت معها مدن واندثرت معها آثار لحضارات تليدة وقديمة قدم التاريخ.. هذا المشهد التاريخي الذي امتد عرضه طوال السنوات الماضية على شمال الوادي وجنوبه معاً هو الذي أدى وللأسف.. لضعف الثقة المشتركة بين البلدين الشقيقين وبسبب مشروعات المياه أحادية الفكرة والنزعة والفائدة.. والقاصرة تجاه المستقبل هي التي أدت لغياب بقية مشروعات التعاون التي كان يمكن أن تنجح وتنشأ بين البلدين.. خاصة في جانب القطاع الزراعي والطرق البرية والمسالك النهرية وغيرها من مشروعات الربط بين بلدين أقل ما يمكن أن يقال عنهما إنهما نموذج للتعاون الذي يجب أن يحدث بين توأمين ملتصقي الجسد والروح.. والآن وقد أعلن عن هذا الاتفاق الأخير فلا شيء يجب أن يقال سوى فليبارك الله في جهد يَصُب في مصلحة الشعبين الشقيقين.. وإن تأتي متأخراً (نصف قرن).. خير من أن لا تأتي قرناً كاملاً.
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
اللهم أحفظ السودان .. !!
2021-06-12
شاهد أيضاً
إغلاق
-
اللهم أحفظ السودان .. !!2021-06-12