ولنا رأي

ماذا يفيد الاستدعاء؟

كثيراً ما نسمع أن عضو من المجلس الوطني تقدم بمسألة مستعجلة يطلب فيها من رئيس البرلمان استدعاء الوزير الفلاني للرد على مسألة متعلقة بالجهاز التنفيذي، ولكن ما هي فائدة الاستدعاء وفي النهاية يأتى السيد الوزير، ويقول كلاماً لا يغنى ولا يسمن من جوع، فالآن صفوف الجازولين والبنزين على مشهد ومرأى العالم كله، ولا أحد يتحرك من الجهاز التنفيذي ليوضح للمواطنين أسباب تلك الصفوف، وقد عودنا الشعب أنه يقدر ظروف الدولة ويتعامل مع الواقع بعقلانية، ولكن الجهاز التنفيذى والوزراء يحاولون غطغطة الأمور، كما قال أحد وزراء المالية السابقين بأن العربات مالية الشوارع، وما في أزمة وقود، بينما الغاشي والداني يعرف أن هناك مشكلة فى الوقود، فلا ندري لماذا المسؤولين يكذبون على الشعب، رغم أن هذا الشعب هو الذي جعل لهم قيمة وانتخبهم ووضعهم تحت تلك القبة التى يفترض أن تقف مع هذا الشعب الصابر، وليس مع الحكومة اذا كانت الحكومة تخدع الشعب ..الآن توجد مشكلة غاز ومعلوم لدى وزارة الطاقة أن هناك صيانة دورية تتم فى هذا التوقيت للمصفاة، فلماذا لم تعمل الوزارة احتياطاتها لهذا اليوم المعروف لديها أن استدعاء وزير الطاقة إلى قبة البرلمان لن يفيد في شيء طالما أن الكلام سيكون محفوظاً لديه أو لدى الأعضاء، ولن يستفيد الشعب من هذا الاستدعاء لأنه تحصيل حاصل، فالمهم والعملي لدى الشعب كيف يتم توفير المواد البترولية والمشاكل التى تواجها ..لقد تم استدعاء العديد من الوزراء إلى البرلمان ولكن ما هى الفائدة التي جناها المواطن من كل تلك الاستدعاءات؟ بالتأكيد لاشيء ملموس غير أن السيد الوزير طلب من مكتبه الفني أن يحضر له بعض المعلومات ليلقيها أمام الأعضاء، ومن ثم يخرج من المازق الذي وضعه فيه أحد الأعضاء الذي تقدم بالطلب ..فالمشكلة الثانية مشكلة ارتفاع أسعار السكر باستمرار، وهذه لن تكون أقل من أزمالت البنزين والجازولين والغاز، فبلد لها أكثر من مصنع سكر والشوال يتجاوز المليون جنيه فمن المفترض أن تطلب الدولة من المصانع مدها بالمعلومات الحقيقية عن الإنتاج، وأين يذهب وكم حجم الاستهلاك بالولاية وولايات السودان المختلفة؟ وكم المهرب منه إلى دول الجوار؟ الآن توجد مشكلة متعلقة بالدولة نفسها، وفي العاملين فيها، فليس من العقل أن تترك الدولة لتدار من خلال أهل المصلحة، وإلا لما ارتفعت الأسعار عشرات المرات خلال شهور قليلة، ما هي الأسباب التى تجعل إنتاج محلى تكون أسعاره أكثر من المستورد، وحتى انتاج الخضر والفاكهة مقارنة بما كان يأتى من الخارج أكثر منه. لقد اتخذت الدولة حزمة إجراءات من أجل أن تعود الأوضاع إلى طبيعتهاـ خاصة الدولار الذى تصاعد سعره وأضعف الجنيه السودانى عشرات المرات، ومازالت القطط السمان تحاول أن تنجح فى ضرب الاقتصاد أكثر مما عملته فيه ..فالسوق الآن كل يوم هو فى شأن، والأسعار متصاعدة ولا أحد يحد منها، والمواطن الغلبان لا حيلة له غيرأن يدفع، وإلا كيف سيعيش فى ظل الجشع الموجود من قبل أولئك التجار ، لم يتبق إلا القليل لشهر رمضان وهذا الشهر العظيم يحتاج إلى الكثير من المال والمواد، فإن لم تتحرك الدولة فيما تبقى من وقت فان الحالة ستكون عصية على كل المواطنين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية