تساهل الحكومة هو السبب!!
كثير من الأمور والقضايا لم تكن الحكومة فيها حاسمة مما جعل الآخرين يتمتعون في الخطأ فمنذ الراحل الشيخ “حسن الترابي” عندما سأله محرر سونا عن الفساد فأجابه بأن النسبة بلغت 9% ولكن ما إن صدر الخبر في اليوم التاني انقلب الخبر من 9% إلى تسعين في الميه وجاء الرد بأن محرر سونا أخطأ في النقل، أغلق الملف ولكن لم يغلق ملف الفساد، واستمر الحال استشرى الفساد وعم البلاد ولم يقف عند الرغم الذي قاله الشيخ “الترابي” وربما زاد عن نسبة المئة في المئة، ثم قال السيد الرئيس “عمر البشير” حينما برز الحديث من جديد عن الفساد فقال السيد الرئيس لابد من الدليل على ذلك. وهناك الكثير من مظاهر الفساد ، ومنها حال ذلك الموظف يتقاضى بضع ملايين من الجنيهات، وتكون لديه عمارة من ثلاثة أو أربعة طوابق ولديه كذا سيارة، وشغالة فلبينية أو حبشية أو غيرها من خدم المنازل الذين أصبحوا مظهراً أكثر منه حاجة او ضرورة عمل. اليوم نتحدث عن كشف مادة في الشهادة السودانية ولم تكن هي الأولى، فقد سبق أن تم كشف الشهادة السودانية قبل الإنقاذ في العام 1972 أن لم تخن الذاكرة ثم في العام 2003 وأذكر وقتها كنت أعمل في صحيفة (الأنباء) التابعة للحكومة وقتها مسؤول عن الصفحة الأولى تقريباً أي محرراً للسهرة حسب العرف الصحفي أو ما يطلق عليه بمحرر السهرة وهو الإشراف على الجريدة حتى الصدور وأنا في تلك الأمسية جاء هاتف عبر الهاتف الثابت لأن الموبايلات وقتها لم تتوفر أو كانت بسيطة اتصل على أحد من إحدى ولايات دارفور فقال لي (الأنباء)؟ أجبته بنعم.. قال لي يا أستاذ الامتحانات انكشفت، وأنا لدى مادة بكرة، وكانت مادة اللغة الإنجليزية أخذت الموضوع جد، اتصلت بالدكتور “أحمد بابكر نهار” ووقتها كان وزيرا للتربية فقلت ليه السيد الوزير امتحان الشهادة مكشوف، اتصل علىَّ معلم من دارفور، قال لي يا “صلاح” ما تعمل أي خبر للصباح، فعلاً التزمت، ففي الصباح عقد مؤتمر صحفي أعلن فيه كشف الامتحان لأن أوراق الامتحانات التي أرسلت إلى مراكز الامتحانات بدارفور تعرضت لها الجماعات المسلحة، ولكن ماذا حدث بعد ذلك هل تم معاقبة الذين تسببوا في ذلك لا أحد يعلم شيئا، العقاب لم يكن متوفراً للحكومة فإذا تمت معاقبة الذين تسببوا في ذلك لما وقعت حالة أخرى مثل التي كان السبب فيها بعض الطلاب الأجانب الأعوام الماضية، فرغم الجرح الكبير الذي أصاب الشهادة السودانية ولكن الدولة غضت الطرف عمن تسببوا في ذلك فالمال أصبح كل شيء فلا تهم الشهادة ولا سمعتها ولا الدولة، أصبح المهم المال والشهادة وكشف الامتحان للطلاب الميسورين هو السبب، الآن يجب على الحكومة التي تجعل الأمر يمر مرور الكرام لابد من عقاب ولابد أن يجبر أي شخص مسؤول في هذه الامتحانات أن يعاقب وإذا كان الكشف من معلم يحرم مدى الحياة من ممارسة التدريس مع عقوبة تتناسب مع الجرم الذي أحدثه.