ولنا رأي

هل تترك الإنقاذ الأحزاب تواجه مصيرها؟

بينما الإنقاذ تجري استعداداتها لخوض انتخابات 2020 وتدعم ترشيح الرئيس، لم نسمع أي حديث للأحزاب الأخرى كيف ستكون مشاركتها في تلك الانتخابات، إن الإنقاذ سنت سُنة غير حميدة بدعمها للأحزاب التي تشظت من أحزابها الأم مثل أحزاب الأمة التي بلغ عددها ما يقارب السبعة أحزاب وكذلك أحزاب الاتحاد به وحتى المؤتمر الوطني نفسه لم يسلم من ذلك التحدي وأصبح لدينا أكثر من تسعين حزباً معظمها تم دعمها بواسطة المؤتمر الوطني الذي سن تلك السُنة. الأحزاب التسعين أو الأكثر معظمها لجأت للدخول مع الإنقاذ في تلك الشراكة ليس من أجل سواد عيون الإنقاذ ولكن من أجل المال والسُلطة، وقد نالت تلك الأحزاب مرادها وأصبح كل من هب ودب ينعم بالاستوزار، وارتاحت الإنقاذ من سطوة الأحزاب الكبيرة ووجدت في تلك الفئة ضالتها على الرغم من أن معظم تلك الأحزاب لو بحثنا عن الأعضاء فيها فلن نجد إلا قلة ترغب في العيش والنعيم من قبل الإنقاذ، إن انتخابات 2020 ينبغي أن تكون حداً فاصلاً لتلك الأحزاب التي صدقت كذبة جماهيرها التي لم نعرفها حتى الآن، الإنقاذ من المفترض أن تترك تلك الأحزاب أن تواجه مصيرها في الانتخابات القادمة أما أن تكون لها جماهير تأتي بها إلى سُدة الحُكم عن طريق انتخابات نزيهة وشفافة وأما أن تواصل الإنقاذ في زيادة تلك الأحزاب بالأساليب الفاسدة، فالدوائر التي تمنحها الإنقاذ لهؤلاء أو أولئك ليأتوا إلى البرلمان وهم يدعون أن لهم جماهير أتت بهم إلى تلك الكراسي يجب أن توقف الإنقاذ ذلك حتى تعرف الأحزاب وضعها الطبيعي فالجبهة الإسلامية التي تحولت إلى الإنقاذ الآن كانت طوال الانتخابات التي جرت بالبلاد لم تحصل على عد كبير من المقاعد إلا في الديمقراطية الثالثة بعد أن أعدت نفسها تماماً وحصلت على (53) دائرة من دوائر الخريجين وهذا العدد لم تحصل عليه الأحزاب الكبيرة الأمة والاتحادي، فاستطاعت الجبهة الإسلامية أن تحدث نقلة كبيرة في عملها السياسي دون الاستعانة بأحد، مما مكنها أن تصبح مع الكبار في سرج واحد، لذا يجب على الإنقاذ أن أرادت انتخابات تقود البلاد إلى بر الأمان عليها أن تدع تلك الأحزاب أن تواجه مصيرها وما تحصل عليه يكون عملاً قامت به دون الاستعانة من أي جهة، وبذلك نضمن أن لدينا أحزاب جديدة تقف مع الأحزاب الكبيرة بدلاً من عملية الغش التي نحن فيها الآن، وهي أشبه بحالة التلميذ الذي يعتمد على نفسه في الامتحانات، فإذا اعتمد على زميل يحل له الامتحان أو (يبصصه أو يغششه) فلن يستطيع بعد ذلك الاعتماد على نفسه وحتى لو نجح كل مرة فلن يستطيع أن ينجح في الحياة، فالإنقاذ التي غشت تلك الأحزاب أو تلك الأحزاب التي غشت نفسها بأنها حصلت على كذا دائرة في الانتخابات يجب أن تخرج من تلك الوهمة وأن تعود إلى صوابها وأن تعمل بنفسها حتى ولو لم تحصل على أي دائرة على الأقل تتعلم لدخول الانتخابات وهي أكثر قوة وثقة في نفسها بدلاً من دعم جماهير الإنقاذ لها، والإنقاذ من تريد أن يفوز في الانتخابات ستفوزه جماهيرها وليس جماهير الحزب الفلانية، لذا لابد أن ينفك هذا الوهم وأن تكون لدينا أحزاب قليلة الفترة القادمة من أجل مصلحة البلاد والعباد.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية