ستات الشاي أم غسيل العربات يا نمر؟!!
أصدر معتمد الخرطوم اللواء (م) “عمر نمر” قراراً منع بموجبه غسيل السيارات في الأسفلت، لقد جاء قرار السيد المعتمد متأخراً، وحسب ما يقال خير لك أن تأتي متأخراً أفضل مما لا تأتي؛ لذلك فإن قرار السيد المعتمد رغم تأخره ولكنه يأتي بفائدة للدولة، خاصة وأن كيلو الأسفلت الواحد يكلف ملايين الجنيهات، وأن الشباب الذين يقومون بغسيل السيارات على طرق الأسفلت جوار “هيلتون” سابقاً و”كورال” حالياً وعدد كبير من المناطق يحدث أضراراً وتشوهات للطريق، إضافة إلى أنها ظاهرة غير حضارية إذ أن الوفود الأجنبية التي تنزل بالفندق وأول مشهد يقابلها غسيل السيارات سلوك غير حضاري، ولا يوجد في أي دولة من دول العالم، ونعلم أن هناك أماكن مخصصة لغسيل السيارات، فنشد على يد السيد المعتمد ونأمل أن تمتد المعالجات إلى بقية المناطق كالأسواق لتطهيرها وتنظيمها من تكدس الباعة المتجولين وفتح الطرقات مع إعادة النظام والانضباط للشارع العام مع تنظيم ستات الشاي وهذه واحدة من الظواهر السيئة في المجتمع السوداني، ولا ندري لماذا يقف المواطن وحتى السيد الوالي إلى جانبهن3؟ علماً أن ستات الشاي إذا أردن العيش الكريم بإمكان الولاية أن تحفظ لهم حقوقهن عبر أماكن مخصصة تحترم فيها آدميتهن وإنسانيتهن من العطالة وفاقدي الضمير.
المرأة السودانية تجد التكريم من كل المجتمع ولكن ظاهرة الشاي حطت من قدرها من خلال بعض الممارسات غير الإنسانية التي لم يرها إلا أهل النظام العام.
إن الظروف الضاغطة أجبرت بعض النساء على العمل، ولكن عمل الشاي صورة غير لائقة بهن ونلاحظ على كل الطرقات وأمام الجامعات وبعض المؤسسات الحكومية ولا ننسى المؤسسات الإعلامية نلاحظ عدداً كبيراً من ستات الشاي وإلى جوارهن عدد من الشباب والجلوس أمامهن فتنة خاصة من أولئك الشباب .. لقد لاحظت جوار اتحاد المهن الموسيقية وفي الحديقة التي تقع شرقاً أحصيت ما يقارب الخمس وعشرين ست شاي في مساحة لا تتعدى الأمتار، ولن يصدق أحد أن كل هذا العدد يكسب يومياً من هذا الشاي خاصة وأن الحديقة ليس فيها رواد وزوار كما نلاحظ في حدائق ستة أبريل ذات المساحة الواسعة والرواد المنتشرين. لذا نناشد معتمد بحري والخرطوم وأم درمان أن يبحثوا عن وسيلة أخرى لستات الشاي يقتتن منها بطريقة شريفة دون أن يتعرضن لذئاب الشوارع الذين يحطون من قدرهن ويدفعوهن إلى طرق تهين كرامتهن.
العمل عبادة ووسيلة للكسب الشريف ولكن المرأة ما كانت تخرج للعمل إلا إذا دعتها الظروف القاهرة ولكن ظاهرة ستات الشاي وانتشارهن بهذه الطريقة تتطلب وقفة من الجهات المسؤولة بالدولة وكما فعل السيد اللواء “نمر” معتمد الخرطوم واتخذ قراراً بمنع غسيل العربات على الأسفلت بإمكانه اتخاذ قرار أكثر شجاعة يراعي فيه كرامة المرأة السودانية التي دفعتها الظروف للخروج ويمنع بموجبه ستات الشاي من ممارسة العمل في الأماكن العامة مع إيجاد فرص أخرى لعملهن حتى تختفي تلك الظاهرة التي لا تليق بالمجتمع السوداني.