ولنا رأي

مفاجأة عودة “صلاح قوش”!!

بينما الجميع كان يتوقع إقالة وزير المالية، بعد الميزانية التي ادخلت البلاد في حالة من الاضطرابات وزادت من سعر الدولار وتصاعده بصورة مذهلة، إذا بقرار صباحي أمس ومفاجئ للجميع بإقالة الفريق أول مهندس “محمد عطا المولى عباس” مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني، وتعيين الفريق “صلاح عبد الله” ( قوش)، مديراً لجهاز الأمن والمخابرات، الذي أقيل منه منذ فترة من الزمن، واتهامه بمحاولة انقلابية، عاد الفريق “صلاح قوش” من جديد إلى موقعه السابق، ولكن المعلومات شحيحة حول أسباب الإعادة لـ”قوش” وإقالة “عطا” على الرغم من الفريق “محمد عطا” كان في مهمة رسمية إلى القاهرة، وعقد لقاء مع مدير المخابرات المصري وتم الاتفاق على عدد من الموضوعات المتعلقة بالبلدين، فالقرار كان مفاجئاً لكل الأوساط السياسية رغم أن (المجهر) نشرت في صفحتها الأولى قبل يومين أن هناك تعديلاً في الحكومة والحزب، ولكن لم يتوقع أحد أن يكون التعديل في الجهاز، نظراً للزيارة التي قام بها السيد الرئيس الأيام الماضية إلى الجهاز وثنائه عليه، إن المشهد السياسي تكتنفه الضبابية والغموض ولا أحد يتنبأ بما سيجري الأيام القادمة، ولكن كل شيء متوقع بعد الهزة التي أحدثتها الميزانية وارتفاع الأسعار وتصاعد الدولار لما يقارب الأربعين جنيهاً، بعد أن كان في خانة العشرينيات، وبسببه أيضاً بدأت الاحتجاجات وخروج المواطنين إلى الشارع، ولكن هل المشكلة أمنية أم اقتصادية؟ وإذا قلنا المشكلة اقتصادية، ولكن لها تداعيات أمنية، فالانفلات الذي شهده سوق العُملة الفترة الماضية، يؤكد أن المشكلة أصلاً أمنياً، وكان من المفترض أن تتدخل الجهات الأمنية من البداية لضرب المتلاعبين باقتصاد البلاد، إلى أن تدخل السيد الرئيس بنفسه واجتمع مع الطاقم الاقتصادي في البداية ومن ثم التقى بالأجهزة الأمنية، ومن ثم صدرت القرارات التي جعلت العُملة تتراجع أمام الجنيه السوداني، فهناك جهات حاولت أن تخرب الاقتصاد الوطني وبدأت تلعب بملايين الدولارات، وهناك جهات حاولت أن تهرب الذهب إلى الدول المجاورة.. فكان لابد أن يتم التصدي لها من قبل الأجهزة الأمنية والشرطية ولاحظنا كم من الضبطيات التي تمت بمطار الخرطوم لعمليات تهريب الذهب الذي اعد.. ولولا تلك الأجهزة لظلت العملية مستمرة، فالرئيس تسلم الملفات بنفسه وبدا المعالجات التي ساهمت في وقف الانفلات في العُملة والذهب.. إن الذي تم أمس في إعادة الفريق “صلاح قوش” إلى الجهاز من جديد يؤكد أن السيد الرئيس مهتم بالجانب الاقتصادي ولا عودة إلى الاقتصاد المعافى إلا بقبضة حديدية من جهاز الأمن، نحن لا نقول إن الفريق “عطا” أخفق بل ساهم بصورة أكبر في مجاله، ولكن لكل مرحلة رجالها فالإنقاذ في كل فترة تعيد بعض رجالها إلى الواجهة وربما تتطلب الأيام القادمة إعادة العديد من الحرس القديم وهناك إرهاصات بعودة الشيخ “علي عثمان” إلى الواجهة من جديد خاصة وإن السيد الرئيس كان إلى جواره في الافتتاحات التي تمت ببورتسودان وربما عودة الدكتور “عوض الجاز” إلى موقعه القديم بوزارة الطاقة والتي كانت واحدة من البشريات التي عاشها السودان إبان فترة وجوده وزيراً للطاقة وتدفق البترول الذي جعل الدولار يصل إلى ثلاثة جنيهات وهي لم يصلها إلا بعد انتفاضة رجب/ أبريل التي وصل الدولار إلى ثلاثة جنيهات أو أربعة لذا نأمل أن يعود إلى الاقتصاد عافيته وإلى البلاد أمنها واستقرارها.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية