أبناء دارفور بين التعمير والتخريب!!
لم تكن في الحسبان أن تكون دارفور المنطقة الثانية التي تطالها الآلة الحربية بعد وقف الحرب بالجنوب فبدلاً من إعمارها، حمل أبناؤها معول الهدم والخراب والدمار، فدارفور القرآن والمصلاية والتبروقة، ودارفور الآمنة والبسيطة يصبح سكانها لاجئين بدول الجوار، إما نازحين بولايات السودان المختلفة ولم يكون المستعمر هو الذي حمل الآلة الفتاكة لقتل أبنائها، ولكن أبناء دارفور الطامعين في الحُكم والرئاسة هجروها إلى بلاد الفرنجة، ودخل معظم السكان في المعسكرات هروباً من عمليات القتل والإبادة وظلت دارفور في حرب مشتعلة طالت الجميع بينما الذين قادوا الحرب استأثروا بالحياة الرغدة في فرنسا أو بريطانيا وأمريكا وأصبحوا فرنجة أكثر من أهلها، بينما الأعمام والعمات والخالات والأخوات يعيشون في المعسكرات ينتظرون أن يجود عليهم الآخرون بفتات الطعام، ولكن وفي ظل البؤس الذي تعيشه دارفور، هناك أبناء خلص خرجوا من رحم تلك المعاناة إلى العالم الخارجي، ولكن متمردين على أهلهم ولا على الدولة، وإنما حملوا معول البناء والإعمار من أجل إعادة الأهل إلى مناطقهم بعد أن شردتهم الحرب، بيد الأبناء غير البررة فخرج أولئك المخلصون إلى الفضاء الواسع وطرحوا القضية على الأذن التي تسمع والعين التي ترى واليد التي تلبي وتغيث الملهوف، في جلسة صفاء مع بعض الإخوة من اتحاد الصحفيين ورؤساء التحرير بفندق إيواء مع الإعلامي الرقم “لقمان أحمد” المهموم بقضية أهله في دارفور نسج خيطاً من الأمل والتفاؤل إلى الجالسين من حوله، رئيس اتحاد الصحفيين الأستاذ “الصادق الرزيقي” الذي أقام مأدبة العشاء على شرفه والأستاذ “صلاح عمر أحمد” الأمين العام و”محمد الفاتح أحمد” نائب الرئيس وعدد من رؤساء التحرير وكتاب الأعمدة، تحدث الأستاذ “لقمان” عن مشروع إعادة بناء دارفور عبر منظمة الملم التي تنادى لها أبناء دارفور المخلصين خارج وداخل البلاد، الأستاذ تحدث عن مشروع البناء والإعمار بكل ثقة وأمل كبير في عودة النسيج الذي كاد أن ينقطع، قال لقد تم جمع أكثر من ثمانين مليون دولار، من الخيرين في العالم ووضع برنامج طموح لإعادة الإعمار وفق خطة طموحة ربما يبدأ التنفيذ فيها بعد ستة أشهر من الآن، فالأستاذ “لقمان” الذي أنجبته دارفور لم يتمرد عليها ولم يسيء الأدب مع أهلها ولم يتعفف عليهم، فهو الإعلامي الكبير الذي يعمل في أرقى المؤسسات الإعلامية في العالم.. فقد حمل هم أهله ومنطقته، كما حمل هموم المواطنين بالقارة من خلال البرامج التي يقدمها عبر تلك القناة الواسعة الانتشار، مازال هناك المخلصون من أبناء هذا الوطن الذين يحملون همومه مهما ضاقت بهم الحياة، ولكن يبقون هم حملة المشعل المضيء في تلك الظلمات، فالمشروع الذي يقوم به الأخ “لقمان” مشروع وطن بالكامل وإن حمله فرداً فيبقى الأمل والرجاء في كيفية تنفيذه وخروجه إلى الوجود وليس صعباً بعد أن تم جمع الأساس وهو المال الذي أحيانا يقف عقبة في تنفيذ أي مشروع مهما كبر أو صغر، فدارفور مشروع كبير يحتاج إلى تضافر كل الجهود، فإن كان الأخ “لقمان” قد وضع اللبنة والساس للمشروع، فلابد من جهات أخرى تعمل من أجل إكماله وطالما توفر جزء كبير من المال فليبدأ على بركة الله وكما يقول أهلنا مشوار الميل يبدأ بخطوة، ولكن الأخ “لقمان” خطى خطوات كبيرة في طريق الإنجاز.