ولنا رأي

نجوم 2017م (2)

رغم ابتعاده طوعاً عن قيادة حزب المؤتمر السوداني احتفظ “إبراهيم الشيخ” بنجوميته في الساحة من خلال أحاديثه في المنابر العامة ونشاط حزبه الذي سرق الأضواء من القوى الطائفية التقليدية حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي.. فإذا كان حزب المؤتمر الوطني يتمدد يومياً في جغرافية الأحزاب اليمينية فإن حزب المؤتمر السوداني أصبح الملاذ والمأوى لكل قوى اليسار من الحزب الشيوعي إلى اليسار القومي العربي.. ويعتبر “إبراهيم الشيخ” اليوم أكثر حضوراً من “الخطيب”.. ومن كل فصائل البعث بل مرشحاً أن يستقطب المطرودين من الحزب الشيوعي والمستقلين من البعث.. وهو الحزب الذي يتصدى لسياسات المؤتمر الوطني بجسارة.. في الميادين العامة.. وفي المنابر والصحافة وقيادة الشباب “عمر الدقير” للمؤتمر السوداني لم تغيب “إبراهيم الشيخ” من واجهة الأحداث، بل كثير من الناس يعتبرون “إبراهيم” هو رئيس الحزب رغم تنحيه طوعاً.. وتلك الخطوة رفعت من شأنه في نظر السودانيين.
رياضياً عاد الرجل السبعيني “كمال حامد شداد” لرئاسة الاتحاد العام لكرة القدم السوداني، وذلك بعد صراع بين الاتحاد السابق والأندية.. وشكوى قيادة الاتحاد للفيفا مما عرض السودان لعقوبات التجميد التي أضرت بالكرة ودحرجت نادي المريخ وهلال الأبيض من البطولة الأفريقية.. وبالديمقراطية صعد “شداد” لرئاسة الاتحاد العام مثلما أشرقت شمس الديمقراطية في نادي المريخ بعد سنوات طويلة من الشمولية والتعيين.. وبعودة “شداد” لواجهة الرياضة في السودان.. رغم تقدمه في السن والمنافسة التي وجدتها من تلاميذه السابقين إلا أن الرجل أعاد تنظيم النشاط الرياضي.. وفرض هيبة السلطة وجعل الاهتمام بالمنتخب القومي يفوق الاهتمام بالأندية.. ولكن الساحة الرياضية التي شهدت تراجعاً في أداء الفريق التي تمثل البلاد، لا تزال تعاني من أثار أمراض الحقبة المندثرة، ويقول الرياضيون إن العام المنصرم هو الأسوأ في تاريخ البلاد الحديث.
اجتماعياً وثقافياً يعتبر خليفة الكباشي الشيخ “عبد الوهاب” من نجوم العام المنصرم بمشاركته في الشأن العام ووسطيته في منهج الدعوة بلا غلو أو تطرف.. وأصبح مسجد الكباشي في شمال الخرطوم بحري قبلة للزائرين الأجانب، ومسيده ساحة لجمع الصف الوطني. بالمبادرات التي يقودها في شأن المصالحات القبلية ويحظى خليفة الكباشي بثقة السودانيين حكاماً ومعارضين قبائل وخشوم بيوت.. ما تقوم بمبادرة للعفو والصفح والوئام الاجتماعي إلا وجدت القبول من كل الناس، الشيء الذي أهله لتبوأ مقام الصوفي الأول في السودان خلال العام الماضي.
فنياً احتفظ المطرب الشاب “أحمد الصادق” الشهير بالإمبراطور بمكانته الفنية وسط الشباب من الجيل الحديث لم يقدم “أحمد الصادق” ألحان جديدة لكنه يردد أغنيات وألحان من سبقوه من الجيل السابق، ورغم ذلك يقبل على الحفلات التي يغني فيها “أحمد الصادق” آلاف الشباب من الجنسين في ظل تراجع كامل لجيل الفنانين الكبار الذين أصبحوا أكثر ميلاً للانزواء والعيش على الماضي.
إعلامياً لا تزال إذاعة أم درمان القومية الأكثر استماعاً وسط مئات الإذاعات الخاصة والولائية.. والتلفزيونات وحافظت إذاعة أم درمان على قوميتها.. واحتفائها بالتراث السوداني.. ومتابعة الأخبار ساعة بعد الأخرى والتقارير المهنية التي تقدمها.. لذلك تمثل الإذاعة القومية اليوم مركز ثقل كبير جداً في الخارطة الإعلامية بالبلاد.. ولم تتأثر كثيراً بالإعلام الجديد من واتساب وفيسبوك.. وغيره من الوسائط الجديدة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية