لماذا تفك مصر كلابها على السودان؟
ظلت العلاقات السودانية المصرية في حالة شد وجذب ولم تعرف تلك الأسباب التي تدفع الإعلام المصري يخرج علينا بين الفينة والأخرى وهو ينبح مثل الكلاب الضالة تحاول أن تتحرش بشخص لم يتحرش بها فالإعلام المصري لم يراع حق الجيرة والعلاقات الأزلية بين البلدين وظل كلما ظهرت بوادر مشكلة بين البلدين تصدى لها الإعلام المصري دون أن يعرف الأسباب مثل الشخص الذي ربى كلباً وتركه للتحرش على أي شخص يقترب من فيلته فهو الإعلام المصري فكلما ظهرت مشكلة (سد النهضة) أو زيارة مسؤول رفيع بإحدى الدول الكبرى إلى السودان قامت تلك الكلاب تعوي دون أن تعرف هل القادم عدو أم صديق، فالسودان ومصر تربطهم وشائج القربى الدين والعروبة والإسلام والنيل الذي يروي ظمأ أبناء الوادي، ولكن دائماً الإعلام المصري يحرج حكومته بتلك الاستفزازات غير المنطقية التي تصدر من الكبار وليس الصغار، فالذين ينبحون عبر الفضائيات هم كبار الإعلاميين وليس صغارهم، وتربطنا علاقات مميزة مع الكثيرين من إعلامي مصر حتى المستشارين بسفارة الخرطوم، منذ الأخ الدكتور “صلاح عبد اللطيف” و”محمد غريب” والمستشار “عبد الرحمن ناصف” والمستشار “أحمد” الآن وحتى السفراء “عفيفي” إلى السفير الحالي، يكنون للسودان حكومة وشعباً احترماً يخجل المرء، ولكن بعض من منسوبي الإعلام المصري خاصة الفضائيات، هم من لا يعرفون السودان على حقيقته، ونحن نكن لمصر تقديراً واحتراماً كبيرين، وربما الجهلة من الفضائيات المصرية الذين يسيؤون إلى الرئيس السوداني وإلى الشعب السوداني، إن عدداً كبيراً كان لمصر الفضل في فتح جامعاتها، وها هم الآن يتبوأون المناصب الرفيعة في الدولة، ابتداءً من نائب رئيس الجمهورية الأستاذ “حسبو محمد عبد الرحمن”، ومساعد رئيس الجمهورية الباشمهندس “إبراهيم محمود حامد” خريج إسكندرية، ورئيس المجلس التشريعي الباشمهندس “صديق علي الشيخ” خريج المنصورة، والبروفيسور “هاشم علي سالم” وزير المعادن، خريج هندسة المنصورة وأول دفعته، والباشمهندس “علي العوض” والي الشمالية، خريج الأزهر، ومولانا “أحمد هارون” والي شمال كردفان، خريج حقوق القاهرة، والأستاذ “عبد الله دينق نيال” الذي ترشح لرئاسة الجمهورية، في انتخابات 2015 عن المؤتمر الشعبي، خريج الأزهر، وكاتب هذه السطور، والعديد من الأطباء والمحامين وغيرهم في المواقع القيادية المختلفة، هم خريجو الجامعات المصرية، ومازالوا يحتفظون لمصر بالجميل الذي قدمته لهم، ولذلك لم تستفد مصر منهم في حلحلة كثير من المشاكل، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، فالإعلام المصري لم يحسن التصرف مع السودان، والسودان هو الأقرب إلى مصر من أي دولة أخرى، فالعلاقات المشتركة أقوى، ويجب ألا ينظر إلى السودان الذي حاول “محمد علي” باشا الألباني، احتلاله من أجل المال والرجال، ولكن لم يصمد في مواجهة الرجال ولذلك يجب على القيادة المصرية أن تنظر إلى مصالحها مع السودان بدلاً عن تلك المعارك التي تستخدم فيها الكلاب الضالة التي تعوي، وإذا ما قدم لها الطعام أكلت ونامت، نحن نريد أن نطور تلك العلاقة لمصلحة الشعبين بدلاً من العراك كل فترة في ما لا يجدي، فالسودان لم يملأ أرضه الشاسعة حتى بعد أن ذهب جزء عزيز منها إلى دولة الجنوب، فالأرض ما زالت فاضية ولو أصبحت تعداد السودان مائتين مليون ومصر خمسمائة مليون، فلن تتمكن أي منهما أن تغطي ربع المساحة، ولذلك يجب أن يعمل الجميع من أجل المصالح المشتركة ومنفعة الشعبين، بدلاً من إثارة قضية (حلايب وشلاتين)، أو تقارب إحدى الدول الكبرى مع السودان، كل فترة نوتر بهما العلاقات فالقيادة المصرية يجب أن تنتبه إلى الذي يقرب بدلاً من الذي يفرق.