حسناً فعل السودان مع طلب (المارينز)!!
حسناً فعلت وزارة الخارجية والحكومة رفضها للإدارة الأمريكية طلباً استأذنت فيه بدخول قوات المشاة البحرية (المارينز) البلاد لحماية السفارة الأمريكية بالخرطوم بعد التظاهرات التي اندلعت الجمعة الماضية نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم من الفيلم الذي أساء إلى نبينا الكريم.
إن الموقف الذي اتخذته الحكومة كان عين الصواب. فالسودان دولة ذات سيادة ولا يمكن أن تسمح لأي جهة بالتدخل في شؤونها مهما كانت تلك الدولة.
إن رعايا الدول الأجنبية هم أكثر أمناً في السودان من دولهم، فهل يستطيع السفير الأمريكي أن يمارس رياضة المشي في بلده دون أن تكون معه حراسة، وكذلك السفير البريطاني والألماني وكل سفراء دول العالم المعتمدين لدى السودان؟!..
إن السودان دولة يحرسها الرحمن وتحرسها العناية الإلهية؛ ولذلك الأمن الذي فيه غير متوفر في أي دولة أخرى. فحتى مصر الشقيقة والقريب كان رئيسها السابق “حسني مبارك” غير آمن على نفسه في بلده ووطنه ووسط أهله وعشيرته، فكان يتنقل بالطائرة الهيلكوبتر خوفاً على حياته من بني جلدته.. ولكن إذا كان في السودان يمكنه أن يمارس رياضة المشي على كبري النيل الأبيض أو الأزرق أو كبري شمبات بعد الخامسة مساء أو عند الصباح، ولا أحد يعترض طريقه، أو يسأل عنه، أو يقف يتفرج عليه.. فهناك الكثيرون من رعايا الدول الأجنبية بالسودان يعترفون بذلك ويؤكدونه، ولكن حياتهم يمكن أن تكون في خطر عند الإساءة لنبينا الكريم، فهناك من يفدون رسولنا الكريم بأرواحهم عند الإساءة إليه، ولا أحد يستطيع أن يسألهم أو يتدخل في ذلك، ولكن على الرغم من ذلك لا يمكن أن تصل يد المواطن السوداني للاعتداء على رعايا الدول الأجنبية، وهم ليسوا في حاجة للحماية من دولهم.. فالأمن السوداني والمواطن السوداني يستطيع أن يحفظ أمنهم وكرامتهم.. لذا دخول المارينز إلى السودان لحماية رعايا أمريكا أو رعاية دبلوماسييها ليس له أي مبرر.. وأمريكا تعلم ذلك، وتعلم أن رعاياها في الحفظ والصون، وفي أيدٍ أمينة داخل السودان، وهم ليسوا في حاجة أن تتدخل قوات (المارينز) لحمايتهم.
وإذا كان السفير الأمريكي قُتل في ليبيا، وهذا أفزع وأقلق الإدارة الأمريكية، فلتطمئن أمريكا أن السودان ليس ليبيا، وليبيا دولة مازالت تعاني عدم الاستقرار بعد ثورة الربيع العربي والإطاحة بحكم “القذافي”.
إن السودان دولة ذات سيادة، ولا يمكن أن تسمح لانتقاصها مهما كلف ذلك، فاعتذار وزير الخارجية الأستاذ “علي كرتي” للإدارة الأمريكية بعدم السماح لقوات البحرية الأمريكية دخول السودان كان اعتذاراً فيه أدب، ويحفظ للإدارة الأمريكية مكانتها، ويحفظ للسودان كرامته، ويؤكد أن السودان قادر على حماية الرعايا الأجانب، ولن تمسهم شعرة.. ولكن المزودين بالإيمان والعقيدة تطمئن قلوبهم دائماً أن الحياة تسير بأمر الله، ولكن هؤلاء يخشون من النسمة على رعاياهم؛ ولذلك يخلقون من (الحبة قبة)، ويعيشون دائماً في خوف وهلع، رغم أنهم يعيشون في أمن وسلام في بلداننا أكثر من بلدانهم.