قال عربات الصحفيين!!
احتفل الاتحاد العام للصحفيين، بحضور نائب رئيس الجمهورية، الأستاذ “حسبو محمد عبد الرحمن”، بتسليم مائة عربة للصحفيين في احتفال أقيم بالساحة الخضراء، إن المشروع في حد ذاته من المشاريع الجيدة التي ترفع قيمة الصحفي لدى العديد من الأوساط، ولكن هل الاحتفال الذي أقيم وقام السيد النائب بتسليم سيارات (جياد) إلى الصحفيين.. هل حقاً كانت فعلاً للصحفيين؟ أم لجهات أخرى باسم الصحفيين أو الحاملين لبطاقات الصحفيين؟ وهم يعودون إلى ديارهم عند الثالثة أو الرابعة عصراً، ولا شغل لهم بما يحدث في الساحة السياسية، حتى لو سألتهم آخر التطورات السياسية أو ما هي الأخبار التي تجري متابعتها؟ فلن يعرف هذا الشخص، وربما لا علاقة له بالصحف أصلاً، ولكن يستمتع بالخدمات التي تقدم إلى الصحفيين، وأصحاب الوجعة من الصحفيين لا يجدون ألف جنيه إيجار المنزل على اقل تقدير، ناهيك أن يدفع الواحد منهم مقدم سيارة قيمتها أكثر من أربعمائة ألف جنيه، وهل هناك صحفي يتقاضى راتباً شهرياً قيمته ألف ونص جنيه، يستطيع أن يدفع أربعة آلاف جنيه شهرياً؟، وهل له من الإمكانيات التي تجعله يعيش ويدفع مصاريف المدارس أو الجامعات، حتى يدفع مقدم العربة التي تتراوح ما بين مائة وثمانية وثلاثين ألف جنيه أو مائة وعشرين ألف جنيه، أو حتى إذا قلنا يدفع مقدم سيارة خمسين ألف جنيه، هل يستطيع أولئك الصحفيون الذين يعيشون على الكفاف، يستطيعون أن يتمتعوا بالامتيازات التي يتحصل عليها الاتحاد من أجلهم، إن امتيازات الاتحاد ليست لأهل الوجعة من الصحفيين الذين يداومون من الصباح وحتى الساعات الأولى من الفجر ليصلوا إلى أطراف المدينة مع أذان الصبح، إن اتحاد الصحفيين إذا أراد حقاً أن يقدم خدمة للصحفيين، يجب أن تكون خدمة فعلاً لأهل الشأن وليس للذين حصلوا على القيد الصحفي فقط، ويمارسون مهنة غير الصحافة، إما ضباط علاقات عامة أو منسوبين للقوات المسلحة، وهم يحملون تلك الوثيقة الاسمها بطاقة الصحفيين، لقد كابد الاتحاد السابق الذي كان على رأسه الدكتور “محيي الدين تيتاوي” واستطاع أن يجلس مع الجهات المسؤولة في الأراضي، واستخرج أراضي للصحفيين، ولكن هل يتمكن أي صحفي من الحصول عليها؟ وإذا حصل عليها هل بإمكانه أن يسكن فيها؟ الجواب لا.. لأن أغلب الصحفيين ليس لهم المبلغ المطلوب من الأراضي رغم قلته، ولكن المرتبات لا تكفي، وأغلب الناشرين لا يوفون بوعودهم في منحهم مرتبات مجزية، ثانياً الأماكن التي منحت لقطع أراضي للصحفيين بعيدة جداً من أماكن عملهم، ولا تتوفر فيها المواصلات التي تمكن الصحفي من الوصول إلى مكان عمله بسهولة، فكم من صحفي باع المسكن الذي منح له، إما عجز عن سداد المبلغ أو باعه ليستأجر بقيمته في مكان آخر، فالوادي الأخضر لا تتناسب وأوضاع الصحفيين ولا (الحارة مية)، فلا ندري لماذا لا يساوون الصحفيين بالفئات الأخرى التي منحت مساكن في مناطق تشرف ساكنيها، بدلاً من الأماكن التي يقطعها السيل كل عام ويتضرر الصحفي، ولا يجد وسيلة للوصول إلى مكان عمله، إن اتحاد الصحفيين حقق مكاسب، ولكن ليست قدر الطموح، فالسيارات التي جرى توزيعها أمس الأول في الاحتفال الذي شرَّفه نائب رئيس الجمهورية، لا اعتقد أن من بين المائة شخص كان هناك اثنين أو ثلاثة من الصحفيين العاملين الآن بداخل الخدمة، إن لم يكن الغالبية العظمى من ضباط العلاقات العامة بالمؤسسات المختلفة، أما الصحفيين فلا علاقة لهم بهذه السيارات، فإن أراد الاتحاد أو الدولة أن يقدموا خدمة للصحفيين، فيجب أن تقدم للعاملين بالمؤسسات الصحفية المختلفة.