مهرجان البركل!!
تهتم الدولة بالمهرجانات التي لها أثر على الترويج الثقافي والسياحي للبلاد، ومن تلك المهرجانات التي تعول عليها في جذب السياح مهرجان البركل، الذي يُشرِّفه السيد رئيس الجمهورية، (الأحد) القادم، بمنطقة البركل ليضاف إلى قائمة مهرجانات، وبالأمس عقد الدكتور “عبد الرحمن الخضر”، رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان، مؤتمراً صحفياً بقاعة الشهيد “الزبير” تحدث عن أهمية المهرجان والفائدة التي يجنيها السودان منه، وكيف بدأت الاستعدادات لمهرجان هذا العام والتحديات التي واجهته، فمهرجان البركل يُعد واحداً من الإشراقات الجديدة التي تحسب إلى الولاية الشمالية ذات الحضارة العريقة وصاحبت الكنوز التي لم تكتشف بعد فالدكتور “عبد الرحمن الخضر” وأحد الكوادر النشطة في مثل هذا الحراك ولكن يحتاج إلى “فراودة” لإنجاح الأعمال الكبيرة كهذا المهرجان الذي يحتاج إلى مساعدين أكفاء خاصة في المجال الإعلامي فمهرجان بلا إعلام لا أحد يتذكره أو يعرف عنه شيئاً إضافة إلى المجالات المصاحبة له من اللجان المعنية أو ذات الاختصاصات المتعددة كلجنة الغذاء ولجنة لسفر الوفود ولجنة السكن ولجنة الضيافة ولجنة لاستقطاب الدعم المادي والعيني وغيرها من اللجان التي تشكل لمثل ذلك.
إن مهرجان البركل الذي يقام هذا العام سيعمل على إنعاش المنطقة خاصة إذا دعى للمهرجان وفوداً خارجية تحمل جينات تضيف له أكثر خاصة في المجال الفني والثقافي ومنطقة البركل واحدة من المناطق التي اكتشفت حديثاً من خلال المهرجانات التي أقيمت الفترة الماضية وأحدثت حراكاً كبيراً في المنطقة وأعطته البُعد العالمي من خلال مشاركات الفنانين العرب، ونحن في أمس الحاجة لقيام مثل هذه المهرجانات التي تعيد للسودان حضارته التي كاد أن يفقدها بسبب السطو عليها أو عدم الاعتراف بأن السودان يمتلك حضارة ممتدة في الجذور، ولكن غياب القائمين على الأمر وعدم الاهتمام بحضارتنا جعلت الآخرين يتغولون عليها بل حالوا أن يغيبوها تماماً لذا فإن هذا المهرجان الذي تنطلق فعالياته (الأحد) القادم، ويبدأ السيد الرئيس بتدشينه ومن ثم تقديم العروض المصاحبة في مجالات الفن والثقافة، فالسودان إذا ما اتجه لمثل هذه المهرجانات بالتأكيد سيدفع الكثيرون من الأمة العربية تتجه إليه وهو زاخر وله من الإمكانيات التي تجعله في مقدمة الصفوف، ولكن يجب ألا يكون المهرجان موسماً وينفض من بعد ذلك، فإن كان الموسم هذا خصص لانعقاده في البركل فالعام القادم بالإمكان أن ينتقل إلى ولاية أخرى، وكل ولايات السودان يمكن أن تحدث حراكاً كبيراً في المنطقة التي يقام فيها مثل هذا المهرجان فجنوب كردفان أو شمالها أو جنوب دارفور أو شمالها كلها مناطق لها تاريخها ولها سحرها من الطبيعة التي تجعل مرتاديها يحرصون على زيارتها في موسم المهرجان أو أي زمن غير ذلك فالولاية الشمالية التي اتخذت مكاناً لقيام هذا المهرجان السنوي بالتأكيد كل عام سيختلف عن العام الذي يليه فالسلبيات التي يمكن أن تظهر في مهرجان 2016 بالتأكيد ستتفادى اللجان تلك الإخفاقات أو تلك السلبيات للموسم الذي يليه ومهرجان هذا العام أن كانت هناك هنات قد ظهرت بالتأكيد يمكن معالجة ما يمكن معالجته، ولكن لن يكون كل المهرجان سلبيات كما لم يكن كله إيجابيات فهناك موازنة من بين هذا وذاك، ولكن هي فكرة لابد من الوقوف إلى جانبها ودعمها حتى تستقيم وتصبح موسماً مهماً للمثقف العربي وللسائح العربي أو الأفريقي حتى تكون معظم مناطق السودان مناطق للسياحة والثقافة كمهرجان البحر الأحمر والبركل وكردفان ودارفور وغيرها من المناطق التي تكون جاذبة للسائح الأجنبي وهناك العديد من الدول التي تعتمد على السياحة اعتماداً كبيراً ونحن لنا من الإمكانيات والمقومات التي من خلالها نصبح دولة جاذبة للسياحة.