هل فشلت صحافة الحكومة؟! (6)
توقفنا الفترة الماضية ونحن نتناول: (هل فشلت صحافة الحكومة؟!) (الرائد نموذجاً) عندما احتدم الصراع بين رئيس التحرير الدكتور “ياسر محجوب الحسين” وإدارة الصحيفة بعد أن ذهب الدكتور إلى أبعد من منصبه كرئيس تحرير وكشف المستور، وبدأ الحرب هنا وهناك، وتم إخفاء الحقائق، وذهب الرجل الذي كان يؤمل أن تعود المملكة كاملة، ولكن يبدو أن العالمين ببواطن الأمور حاولوا أن يبعدوا الشخص، والشخص الكبير الآخر، ولكن الصغار كان الدكتور لم يكتشف أمرهم إلى أن اتضح له الأمر، وبدأ سياسة الضرب فوق الحزام، وأحياناً تحت الركبة.
وتواصل الصراع من أولئك الذين خرجوا بالباب وجاءوا بالشباك، ولم يستطع الدكتور مقاومتهم، فجففوا الخزينة، وبدأ الشباب يعانون من شظف العيش، والدكتور الذي لم يتعود على المؤامرات، كان هانئ العيش في دوحة العرب، مرتاح البال، ليجد نفسه في فترة وجيزة في مواجهة متخصصين في المؤامرات والضرب في صمت، وإن أكلوا معك.. وهناك من يتناقلون الكلام ويدعون أنهم أصحابك، واشتد الصراع وواجه الدكتور الكبار، والكبار لم يرضوا عندما يتعدى الأمر القروش، وأطيح بالدكتور، وغادر الموقع بعد أن حاول الاستغناء عن عدد كبير من المحررين؛ لأن الجهات المسؤولة لم تف بوعدها وتمنحه المال الذي يستطيع أن يسيّر به المؤسسة. وتراكمت الديون وصاحب العقار يطالب بالإيجارات، ولا حياة لمن تنادي، وهو مغلوب على أمره، وأين ذهبت المليارات، لا أحد يعرف وكيف ملكت السيارات.
خرج الدكتور من المؤسسة التي جاءها – وهو مزود بالعلم والخبرة الأجنبية – ولم تستفد منه المؤسسة في علمه لرفع شأنها بل منحته الهم والسأم والمرض، خرج الدكتور وهو – أصلاً – زاهد في المناصب، ولكن الجهات المسؤولة تركته للذئاب تنهشه من كل جانب.
أصدرت الجهات المسؤولة قراراً بتعيين الأستاذ “راشد عبد الرحيم” خريج كلية اللغة العربية شعبة الصحافة والإعلام بجامعة الأزهر، والصحفي الذي بدأ حياته بصحيفة (الصحافة)، ثم عمل مديراً لجريدة السوداني، ومن ثم مدير الإعلام بالأسواق الحرة، والأستاذ “راشد” كادر إسلامي منذ الصغر، وقد كان له نشاط في جمهورية مصر العربية، ولذلك لم يكن حديث عهد بالإنقاذ وأهلها، فهم يعرفونه والقيادة في الحكومة تعرفه، فهو من آل البيت؛ ولذلك عندما اعتلى الكرسي كان الرجل الأقوى من بين رؤساء التحرير الذين تقلدوا المنصب بـ(الرائد)؛ ولذلك مصارعته لمراكز القوى التي عادت من جديد بعد ذهاب الدكتور “ياسر” كانت سهلة. فالمؤتمر الوطني غارق فيه (لشوشته) ومناصرة المؤتمرة الوطني له كانت أكبر من غيره، وفرصته للبقاء بالمؤسسة دون غيره كانت أيضاً أكبر، ولذلك استطاع – خلال فترة وجيزة – أن يحطم مراكز القوى واحداً تلو الآخر، ولكن واحداً لم يكتشفه حتى تمت التصفية، ولو علم به ربما استطاع أن ينقذ السفينة من الغرق ولكن هيهات.
نواصل,