فاز الهلال نعم ولكن..!!
على الرغم من فوز الهلال على نده التقليدي المريخ في نهائي الدوري الممتاز بهدفين دون مقابل، وخرجت الجماهير منتشية لهذا الفوز، ولكن فوز الهلال لا يعني الكرة السودانية بخير أو فريق الهلال بخير ويمكنه أن يهزم أي فريق عربي أو أفريقي في أي من البطولات التي تقام في الكأس أو الأمم الأفريقية، ففريق الهلال لم يكن في أحسن حالاته رغم الفوز وخروج الجماهير تهتف بسيد البلد، فقد أضاع الهلال العديد من الفرص السهلة وكذا الحال بالنسبة للمريخ الذي دخل المباراة بفرصتين النصر أو التعادل، ولكن هذا هو واقع الكرة السودانية فلم تثبت على حال عكس ما نشاهده في الكرة العالمية أو حتى العربية، فإذا كان الهلال لاعباً في تلك المباراة مع فريق عربي مثل التوانسة أو المغاربة أو المصريين، فإن النتيجة بالتأكيد لن تكون لصالحه، والسبب أن الفريق مازال يلعب بطريقة بطيئة جداً مع إضاعة الفرص الكثيرة التي لاحت له، فالكرات التي ضاعت لا اعتقد أن واحداً من الفرق العربية كان سيضيعها، فمشكلة الكرة السودانية في بطء اللاعب السوداني ثانياً الجمهور الذي يزين للاعبين ما لم يكن فيهم، ثالثاً عدم الثبات في الأداء فالهلال حينما دخل المباراة كثير من مشجعيه لم يطمئنوا للفوز، وهذا من واقع المباريات الأخيرة التي لعبها فإما حصل على النتيجة بآخر نفس أو خرجت بالتعادل، وكذا الحال ينطبق على فريق المريخ الذي دخل المباراة وهو واثق من الفوز ولم تكن تلك الثقة للاعبين وإنما الجمهور العريض كان يبشر بالفوز مع زعزعة نادي الهلال، إذاً كرة القدم في السودان مبنية على الحماس أكثر من الأداء أو الترتيب أو التنسيق أو الإعداد الجيد.. ولذلك نشاهد في كل مباراة أداء يختلف عن المباراة التي سبقتها فليلة السبت التي انهزم فيها المريخ بالتأكيد ستكون مختلفة عن الليالي القادمة بين الطرفين.. لأن حال الكرة السودانية لا ثبات لها، فكم من فرحة وأغنية عذبة رددها جمهور الناديين عند الانتصارات.. ولكن دائماً الفرح لا يدوم.. فلاعب هذه المباراة تجده في المباراة الأخرى هو الاسوأ، والفريق الاسوأ في هذه المباراة تجده الأفضل، وهذا ما حدث لنادي الهلال الذي دخل المباراة بفرصة واحدة.. إما الفوز وإما ضياع الكأس، ولذلك الحماس هو الذي أعطى الهلال الأمل في الفوز ونيل الكأس وإذا كان الأداء هو الذي منحهم الفوز لكان الانتصار بأكثر من الهدفين، لأن الفرص السهلة التي أضاعها اللاعبون يؤكد أن الحظ أحياناً يلعب دوراً في تعديل النتيجة.. والمريخ لو كان محظوظاً في تلك المباراة لكانت النتيجة من صالحه، لأن الفرص التي سنحت له كانت كفيلة بترجيح الكفة لذا فإن الكرة السودانية محتاجة إلى مراجعة من اللاعبين أنفسهم ومن الإدارة والمدربين والحُكام فكلها عوامل تحتاج إلى ورشة عمل يتم من خلالها تشريح الكرة السودانية بكل شفافية بعيداً عن المصالح الذاتية أو الشخصية فمصلحة الكرة السودانية أن يتحدث الناس بعيداً عن الأهواء حتى نجد لها موضع قدم في البطولات العالمية، فنحن ما زلنا نعيش على الماضي وكأس عام سبعين الذي مات وشبع موتاً.. نحن نريد أن تكون لنا بصمات في المباريات الإقليمية والدولية ولو باستضافة فرق أجنبية على مستوى عالٍ كما كان في الماضي، فنشوة فوز الهلال وفرحة جماهيره نأمل ألا تفسدها المباراة القادمة.