ولنا رأي

اختناقات مرورية بلا مبرر!!

على الرغم من الحديث الكثيف عن أزمة مواصلات طاحنة تشهدها ولاية الخرطوم، إلا أن هناك اختناقات مرورية تدعو للإشفاق على القائمين على أمرها، من السيد الوالي الفريق “عبد الرحيم” إلى المعتمدين ثم الجهات المختصة بإدارة المرور، المدير العام ونوابه وحتى صغار الجنود، بالأمس كنت في التلفزيون، ولم أتوقع أن تكون المسافة من التلفزيون إلى الصحيفة تستغرق هذا الزمن الطويل، الذي تجاوز الخمس وأربعين دقيقة، وإذا حسبناها فإنها تكاد أن يصل الراكب وفي نفس زمن التحرك أن تحركت من التلفزيون وشخص صعد الطائرة المتجهة إلى جدة، تكون فترة وصوله إلى مطار جدة تقارب المسافة التي تستغرق الوصول من مبنى التلفزيون إلى مبنى الصحيفة بالمك نمر، ربما يقول قائل إن إغلاق كُبري بحري هو السبب الأساسي في تلك الزحمة، ولكن ما علاقة هذا الكُبري بالقادمين من أم درمان إلى الخرطوم أو المتجهين من الخرطوم إلى أم درمان؟. فالمشكلة الأساسية ليست في إغلاق الكُبري، ولكن المشكلة تكمن في عدم قيادة السودانيين إلى مركباتهم بطريقة سليمة، فالطرق لا اعتقد فيها مشكلة، فهي تستطيع أن تستوعب كل السيارات الموجودة الآن، وحتى إذا أضيفت إليها مركبات أخرى، فالسائق السوداني ليس لديه احترام للطريق، فمثلاً هناك شوارع تتكدس فيها السيارات بسبب (ركوب الراس) من السائقين، باعتبار أن هذا الشخص تعدى عليه، وكان من المفترض أن يفسح له المجال للمرور ولذلك يتعنت هو، ومن ثم تصبح هناك مشكلة بين سائقين يتضرر منها الشارع كله، فحتى الآن لم نطبق أن القيادة ذوق واحترام بين الناس، ولذلك ستظل مشكلة المرور قائمة ما لم ينصلح حال أولئك السائقين، حدثني واحد من الأصدقاء لا ادري مدى صحة هذا القول، فقال لي وكما نحن نعيش هذه الاختناقات المرورية استدعى مدير عام الشرطة السودانية أحد المسؤولين من شرطة لندن ليحل لنا مشكلة الاختناقات المرورية بالخرطوم، فقال حينما وصل المسؤول عن مرور لندن الخرطوم اصطحبه مدير شرطة الخرطوم في عربة خاصة وطاف به كل الولاية، وبعد الجولة الطويلة جاء إلى مكتبه وسأله عن المشكلة وكيفية حلها، فقال له الخواجة ليست لديكم مشكلة في الشوارع، فطرقكم سليمة ومخططة بصورة ممتازة، ولكن المشكلة في سواقنكم، فالخواجة وصل إلى حل مشكلة الاختناقات المرورية بالخرطوم بأنها في السائقين، وفعلاً المشكلة الآن في السائقين، فلم أصادف وأنا في طريقي من التلفزيون إلى الخرطوم لم أصادف أي حادث في الشارع ولم أشاهد أي عربة معطلة في الطريق العام أو داخل الكُبري حتى نربط عملية الاختناقات بها فالتسكع من قبل السائقين هو الذي خلق هذه الزحمة، ولم تكن الاختناقات قاصرة على أم درمان فقط، فالمشكلة داخل الخرطوم نفسها، فما إن تصل إلى الشوارع الرئيسية: الجمهورية أو البلدية أو الجامعة، تتأكد أن الأزمة قد طالت كل الولاية، فمن أراد أن يصل إلى مكان عمله أو يريد أن يزور أسرته أو زيارة مريض بإحدى المستوصفات الخاصة أو مراجعة الطبيب فعليه أن يخرج قبل ساعتين من الزمن المحدد له، ولذلك لن يستطيع أي شخص أن يقوم بعملين في ولاية الخرطوم بسبب هذه الاختناقات غير المبررة، فعلى إدارة المرور عليها أن تدرس الحالة بصورة أعمق أو إخضاع السائقين إلى كورسات في القيادة لأن الذي نراه الآن مع الزيادة الكبيرة في السكان والسيارات فنتوقع بعد عام أو عامين أن تصبح ولاية الخرطوم طاردة لأي شخص.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية