أكاديمية علوم الاتصال والتدريب
تلقيت دعوة كريمة من الدكتورة “سلوى حسن صديق” المدير العام لأكاديمية علوم الاتصال، للمشاركة في تدريب عدد من الإعلاميين بالصحف المختلفة، وضباط العلاقات العامة، والإعلام بالمؤسسات الحكومية، لقد أتاحت لي الدكتورة فرصة جعلتني أقف لأول مرة محاضراً لما يقارب الثلاث ساعات عن الاقتصاد وغرف الأخبار والمصادر، فالأكاديمية مظلومة ليس الآن ولكن منذ أن تولى إدارتها الراحل الأستاذ “أبوبكر وزيري” وكل من تولى إدارتها حتى الدكتور “عبد الدائم عمر الحسن”، فالتدريب أساسي لأي مؤسسة أن كانت إعلامية أو غيرها، ففي الماضي كانت الدولة تهتم بالتدريب وتبتعث الموظفين لنيله بالخارج، مما مكنهم من قيادة الدولة بصورة أفضل، ولكن الآن أصبح التدريب على مستوى الدولة قليلاً جداً أو شبه معدوم، وهذه الأكاديمية تعد من أفضل أماكن التدريب الداخلي وتساهم في تقليل نفقات التدريب الخارجي أن كان هناك تدريب خارجي، فالإعلاميون شريحة تفتقر إلى التدريب، وحسناً فعلت الأكاديمية بالتنسيق مع وزارة الإعلام التي خصصت مائة فرصة تدريب على نفقتها الخاصة.. وها هي الأكاديمية تستقبل الدفعة الرابعة من الإعلاميين ضمن خطة التدريب الموضوعة وقد تشرفت بالمساهمة والمشاركة فيها أمس، فالدولة التفتت إلى الجانب الاقتصادي ولذلك كانت هذه الدورة مخصصة له وسعدت بأن هناك عدداً من الإعلاميين يهتمون بالجانب الاقتصادي رغم أن معظمهم من خريجي كليات لا تنتمي إليه وحتى المنتسبين للوزارات الاقتصادية مثل بنك السودان ووزارة التجارة والصناعة والزراعة والثروة الحيوانية، فجلهم أيضاً ليسوا من خريجي كليات الاقتصاد، ولكن استفادوا من وجودهم بتلك المؤسسات ونجحوا في رفع حسهم الاقتصادي كما ساهموا في تقديم خدمة إعلامية ممتازة مع الإعلاميين بالمؤسسات الصحفية المختلفة فذكرت للزملاء المتدربين أن الاقتصاد ليس بالضرورة أن يكون الصحفي متخصص فيه، ولكن من خلال العمل المتواصل والمصادر الكثيرة والثقة المتبادلة بينه والمصادر يمكنه أن يقدم عملاً صحفياً متخصصاً في هذا الجانب، فالصحافة الآن أصبحت صحافة تخصصية ولكن قبل التخصص لابد للصحفي أن يخلق مصادر في كافة المجالات السياسية والخدمية وحتى على مستوى المنوعات، يمكن للصحفي أن تكون لديه مصادر تعينه في مجاله، ومن ثم إن رأى أن التخصص في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الفني أو الرياضي أو الثقافي أو أي ضرب من ضروب العمل الصحفي له حرية الاختيار في ذلك، والتخصص مهم للصحفي شأنه شأن الأطباء والمهندسين وغيرهم من أصحاب المهن التي تحتاج إلى التخصص.. فالأكاديمية بدأت بالاقتصاد وهو الذي تعتمد عليه الدولة، فالتدريب فيه مهم على الأقل الصحفي المتخصص سيراعي أي أضرار قد تنجم من عملية النشر الخاطئ التي لا يعلمها إلا المتخصص في هذا المجال، فكم من ضرر وقع على الاقتصاد بسبب نشر لم تتم فيه مراعاة المصلحة الوطنية، فلو كان هناك صحفي متخصص ويعلم أبعاد النشر الضار لما نشر الخبر أو التقرير أو الحوار. فنحن فعلاً محتاجين إلى متخصصين في هذا المجال على الأقل نتجنب أخطاء النشر ولذلك فان الدفعة التي تتدرب الآن بالتأكيد سوف تستفيد من الخبراء والمختصين في المجال الاقتصادي والذين سيقدمون محاضرات يستفيد منها المتدربون وعلى الدولة أن تلتفت إلى الأكاديمية والعمل على تذليل أي صعاب تواجهها حتى تستطيع أن تقوم بدورها في عملية التدريب أن كان على مستوى المركز أو الولايات وهي مؤسسة راسخة تحتاج إلى القليل لانطلاقتها إلى آفاق أرحب.