بعد ومسافة
الضربُ بيدٍ من رفيق
مصطفى أبو العزائم
تتعرّض بعض الرموز أو القيادات في مختلف الأحزاب أو الحركات السياسية والمسلحة حتى في التنظيمات الفئوية إلى هجوم كاسح – صامت أو معلن – من قبل أناس يحسبهم الغافل أو البعيد عن مراكز اتخاذ القرار، يحسبهم على قلب رجل واحد.. فتجد صراعاً في ولاية ما، وداخل تنظيم فئوي محدد، خاصة بالنسبة للحزب الحاكم الآن، وفي رأيي أن هذا يعكس خلافات داخل الحزب نفسه بين جماعة (زيد) أو (عبيد)، وكذلك الحال بالنسبة للأحزاب الشريكة في السلطة.. والصراع أصلاً يقوم على من يتخذ القرار الأول.
الانتخابات العامة التي تشهدها بلادنا في العام 2020م، ستفرز نوعاً من أنواع الحروب الساخنة من غير لهب، وستفرز تجمعات و(كيمان) تربط بينها المصالح، وستزداد المعارك شراسة في الوصول إلى المواقع القيادية العليا في الحزب والدولة، وهي معارك نحسب أنها قائمة بالفعل من خلال أشكال الصراعات التي نراها الآن في بعض الولايات، وهو ما يشير إلى أن هناك مراكز قوى تريد الاستئثار بسلطة اتخاذ القرار، وإن كنا نرى أن الرئيس هو الذي سيحسم الأمر بعيداً عن التكتلات المتطلعة للإمساك بمفاصل الحزب أو الدولة بعد الانتخابات القادمة، وهو ما يثير عدداً من التساؤلات حول أي الجماعات ستفوز بالأمر.. وهل هناك مساندة خفية من القيادة لجماعة دون أخرى؟! وهل هناك تطلعات من قبل قيادات قديمة لتعود إلى واجهة المشهد الحزبي والسياسي محمولة على من كانوا يُحسبون من مناصريها؟!
ذلك أمر يفتح الأبواب أمام التكهنات وأمام التوقعات ومحاولات استقراء الأوضاع وصولاً إلى نتائج، خاصة إذا ما كانت هناك حملات منظمة ضد أفراد أو جامعة محددة، وفي ذهني اليوم صورة ناطقة لما يتعرض له القيادي الشاب “النّيل الفاضل” وقد عرفته باكراً، قبل أن يكمل دراسته في جامعة الخرطوم يحمل شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية، وعرفته بعد ذلك في مجالات عمل مختلفة منها السياسي والطوعي والفئوي والعام، وقد شغل موقع مدير إدارة الإعلام الإلكتروني بالمركز القومي للإنتاج الإعلامي، حيث قويت صلتي به هناك إذ كنت أقوم بمحاضرة عدد من الدورات التدريبية، وشغل في ذات الوقت موقع أمانة التخطيط والمناشط بالاتحاد العام للطلاب السودانيين، ثم أمين إعلام الاتحاد فرئيسه، ثم اُختير رئيساً لاتحاد طلاب عموم أفريقيا في غانا، ونائباً للأمين العام للائتلاف الطلابي العالمي لدعم نصرة الأقصى وفلسطين في قطر ومواقع أخرى عديدة إضافة إلى عمله أستاذاً بمؤسسات التعليم العالي، وشارك في عدة مؤتمرات وندوات خارجية في حمل قارات الدنيا ويجيد اللغة الإنجليزية، وعضو عدة لجان، وتم تكريمه عدة مرات في المحافل المحلية والعالمية.
الآن يتعرض الأستاذ “النّيل الفاضل محمود” إلى حملة شرسة عبر وسائط التواصل الاجتماعي بمختلف تطبيقاتها، ويتعرض لتشكيك في مؤهلاته الدراسية هو الحاصل على دبلوم عالٍ في الإدارة العامة من جامعة الخرطوم، وعلى درجة الماجستير في الإدارة بدرجة جيد جداً من جامعة الخرطوم ويعد بحثاً لنيل درجة الدكتوراه الآن من جامعة السودان.. وهذه الحملات تجيء في وقت شهد تنافساً حاداً وخفياً على موقع رئيس الاتحاد الوطني للشباب بعد أن اكتملت فترة رئيسه السابق الدكتور “شوقار بشار”.. وقد يربط الكثيرون بين هذه وتلك رغم أنه لا علاقة للأستاذ “النّيل” بالأمر، ولكن هذه النيران لا يمكن أن تكون نيراناً من خارج الميدان الذي يشكل فيه “النّيل الفاضل” وجوداً فاعلاً جعل السيد رئيس الجمهورية ورئيس حزب المؤتمر الوطني يشيد به في منتصف العام الماضي عند افتتاح مدينة السيد “حسن إبراهيم مالك” الجامعية بالخرطوم بحري، عندما أشاد به الأمين العام للصندوق البروفيسور “النقرابي” وقال إنه نموذج للشباب الفاعل، رد الرئيس “البشير” بـ(نعم الشاب) لذلك لا بد أن يذهب التفكير نحو صراعات داخلية- ربما– مكتومة تريد إقصاء البعض عن المشهد، ومن بينهم “النّيل الفاضل” لكن معرفتي بهذا الشاب الجسور الشجاع وثقتي في قدراته تجعلني أقول إنه لن يخسر المعركة.