ولنا رأي

ماذا يحمل "سلفاكير" هذه المرة؟

من المتوقع أن يبدأ رئيس دولة جنوب السودان “سلفاكير ميارديت” زيارة إلى الخرطوم اليوم والتي تأخرت الفترة الماضية لأسباب متعلِّقة بالأحداث التي جرت هناك، ولكن حتى الآن لسنا متأكدين أن كانت الزيارة قائمة أم ستتأجل، على كلٍ، من المفترض أن يخرج الرئيس “سلفاكير” ليبحث مشاكل دولته مع دول الجوار، لأن الأزمة التي عاشها الجنوب لابد من إيجاد حل لها في ظل الظروف التي يعيشها الجنوب من صراع واقتتال وتدمير للبنية التحتية، فزيارته اليوم إلى الخرطوم لابد أن تعيد الثقة بينه والقيادة في الشمال، خاصة وأن دولة الجنوب ظلت الفترة الماضية تعمل على دعم قطاع الشمال، ما أساء إلى العلاقة بين الدولتين، وهذا الدعم كان له أثر سالب، خاصة وأن الشمال كان مواجه بالضغط الأمريكي والعقوبات الاقتصادية عليه، وأمريكا كانت تقف بالمرصاد إلى أي خطأ حكومي، خاصة فيما يتعلَّق بشن أي غارات على المنطقة التي تتمركز عليها الحركة، فمساندة دولة الجنوب لها أخرت رفع العقوبات كثيراً، ولكن الآن وبعد أن تم رفع العقوبات وما جرى للحركة من صراع داخلها من المفترض أن ينظر “سلفاكير” إلى مصلحة دولته التي تعاني من التمزُّق وهجرة آلاف من أبناء الجنوب إلى الشمال أو إلى دول الجوار، نحن ننظر إلى تلك الزيارة في إطار حل المشكلة بين البلدين وطي آخر ملف سالب بين البلدين، فالجنوب الآن في أمسَّ الحاجة إلى الشمال في كثير من الأمور المتعلِّقة بمعاش الناس وأمنهم، ولذلك نأمل ألا تكون زيارة مثلها ومثل الزيارات التي قام بها المسؤولون الجنوبيون ووقعوا على المذكرات وعندما عادوا عاد الصراع من جديد، فالجنوب إذا ما سعى لحلحلة مشاكله الداخلية في ظل توفر كميات كبيرة من البترول بإمكانه أن يعمل على إسعاد مواطنه الذي ظل يحلم بالأمن والرفاهية. صحيح الفترة الماضية سبقت زيارة “سلفاكير” إلى البلاد عدد من المسؤولين الجنوبيين ووضعوا اللمسات الإخراجية للعلاقة بين الدولتين خاصة فيما يتعلَّق بالبترول وانسيابه عبر الأراضي الشمالية، وإذا ما نجح الطرفان في ملف البترول فالمعضلة الاقتصادية التي تواجه الدولتين تكون قد حُلت تقريباً، لأن المشكلة الاقتصادية هي أس المشاكل، فمنذ أن انفصل الجنوب بدأت المشكلة الاقتصادية تطل برأسها بينهما، وظل الدولار في حالة تصاعد مستمر، أن كان في الشمال أو الجنوب، غير الحالة التي كان عليها قبل الانفصال، إذ شهدت الدولتان نوعاً من الاستقرار الاقتصادي على الأقل وأصبح الدولار إلى ما قبل الانفصال يسجِّل انخفاضاً ملحوظاً، إذ بلغ سعر الدولار يساوي اثنين جنيه سوداني، وعندما انفصل الجنوب أصبح الدولار يساوى أربعة جنيهات، جنوبية، أما الدولار وفي نفس الفترة من العام 2013م، تقريباً، كان الدولار يساوي ثمانية جنيهات سودانية، فيما بدأ الجنيه الجنوبي في التدهور بعد الصراع الدار بين الرئيس “سلفاكير” ونائبه “مشار” إلى أن وصل الدولار إلى أكثر من مائة جنيه، جنوبي. الآن ومن خلال هذه الزيارة لابد أن يفيق الجنوب من غفوته، ويجب أن يتعامل مع الأمور بواقعية أكثر من أجل مصلحة المواطن الذي كان ينشد الأمن والسلام والاستقرار، فإن حلَّ “سلفاكير” بالبلاد اليوم. فأهلاً به ضيفاً عزيزاً في وطنه الأول وليس الثاني. 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية