ربع مقال
أين يذهب الذهب؟!
خالد حسن لقمان
..ليس من المنطق مطلقاً أن يكون حجم الفجوة بين ما يتم تعدينه وإعلان اكتشافه من الذهب، وبين ما يصدر منه هذه الفجوة الكبيرة التي يتحدَّث عنها المسؤولون.. فكيف يعقل ذلك ويصدق؟.. إذاً أين القوات الوطنية الحامية لثروات البلاد.. صحيح أن لدينا مشكلاتنا المتعلقة باتساع التعرجات الحدودية وتداخلاتها وامتداداتها الجغرافية الطولية والعرضية.. إلا أن الأمر هنا يتعلق بثروة دولة، وأي ثروة؟..إنه الذهب..أثمن المعادن وأنفسها وهو وغيره من المعادن من الثروات الناضبة التي لا تدوم إلى الأبد داخل الأرض، بل تتلاشى عند استخراجها وتصديرها للخارج، فكيف يتم التعامل مع ثروة كهذه بكل هذا التراخي الأمني الغريب والمدهش.. إن كان الأمر في العصور الوسطى وفترات ما قبل الفتوحات العلمية والعسكرية كان يمكن الأخذ فيه والرد، ولكن الآن باتت الأرض ومع تطور العلم مكشوفة في كل شبر فيها وهو ما يجعل تصوُّر حدوث نهب وتهريب بهذه الكثافة لهذه الثروة المهمة أمراً مضحكاً ومتندراً فيه وعليه.. ولا أدري ما هي دفوعات السلطات الأمنية والشرطية وكذا الوزارة المختصة التي تسمى الآن وزارة المعادن..
هذا الأمر وبالرغم من وضوحه كمشهد وقضية إلا أن تأخر معالجته، بل وانعدامها يدعو الآن للتحقق الجاد والفوري للوقوف على الحقيقة المجرَّدة ذلك حتى لا يذهب ذهبنا إلى حيث لا ندرك ولا ندري.