وتبدد تفاؤل المواطنين!!
على الرغم من التفاؤل الكبير برفع الحصار، والذي ظن المواطن أنه سيجعله يعيش في بحبوحة من العيش، وعودة الأسعار إلى سابق عهدها، إلا أن كل الآمال التي عاش عليها المواطن تبددت، فالدولار الذي اعتقدنا أنه سينخفض إلى دون الأربعة عشر جنيهاً، عاد إلى الصعود مرة أخرى، وحتى السلع الاستهلاكية بعد انخفاض لبعض الأيام عاودت الصعود من جديد، فالسُكر الذي شهد انخفاضاً الأيام الماضية عاد من جديد للأسعار القديمة، وربما هناك بعض الزيادات وكذا الحال بالنسبة للألبان والأجبان فعاودت الصعود، إضافة إلى بعض اللحوم الأخرى عدا البيض والفراخ الذي سجل انخفاضاً كبيراً فطبق البيض تراوح ما بين الأربعين والثلاثين، بدلاً عن خمسة وستين جنيهاً، أما الفراخ فبلغ الكيلو أربعيناً بدلاً عن ثلاثة وخمسين جنيهاً، أما في الشوايات فوصل سبعين جنيهاً في فترة سابقة، أما الطماطم وإن كان هذا هو الموسم فبلغ سعر الكيلو عشرة جنيهات من أربعين جنيهاً، فالسوق يعيش حالة عدم الاستقرار في الأسعار، فالحجة أو الشماعة التي كان التجار يعلقون عليها زياداتهم بالحصار، الآن الحصار انفك، فما في أي سبب إلى أي زيادة في السلع الداخلية.
إن الصدمة التي أحدثها رفع الحصار ربما شلت تفكير الحكومة، وإن الحكومة كانت متأكدة من الرفع، ولكن لم تضع خطة تواجه بها السوق، ولذلك حتى الآن التجار والمواطنون متخوفون، فالتاجر الذي بيده آلاف الدولارات يخشى أن باعها بالأسعار المعروضة الآن والدولة لم تضخ مالاً وفيراً يجعل السعر مستقراً يكون قد خسر الكثير من عملاته ولذلك الكل متخوف إلى أن تتخذ الحكومة قرارات تشجع التجار على توفر العُملة، مساعد رئيس الجمهورية، الباشمهندس “إبراهيم محمود”، قال لي قبل رفع الحصار بأيام إن رفع الحصار لن ينعش الاقتصاد ما لم يكن هناك عملا من قبل المواطنين خاصة في المجال الزراعي، فالزراعة في يوم من الأيام هي التي تغذي خزينة الدولة بالعُملات الصعبة، خاصة القطن والصمغ والسمسم وغيرها من المنتجات الزراعية، ولكن أن يرفع الحصار وليس لدينا إنتاج فهذا لن يفيد الاقتصاد، ولكن من المفترض أن تضع الدولة سياسات جديدة تحرك المواطنين تجاه الإنتاج كتخفيض الضرائب والجمارك وغيرها من الجبايات التي تعتمد عليها الدولة وتأخذها من المواطن أن كان فى محل الإنتاج أو الأعمال الأخرى التي تدر دخلاً للدولة، ولذلك ما لم تغير الدولة في سياساتها القديمة لتواكب مرحلة رفع الحصار، فلن نشهد أي تغيير في حياة الناس فسيظل الحال كما هو خلال فترة الحصار.
الحكومة حتى الآن لم تبشر المواطنين بأي شئ حتى وزير المالية العائد من الولايات المتحدة الأمريكية قبل أيام، يفترض إذا كانت هناك بشريات للمواطنين أن يذكرها أول بأول.. ولكن أن يقول هناك بشريات دون أن يعرفها المواطن أو يحس بها فيصبح هذا بنج موضعي يزول بعد دقائق من تناوله، وكذا الحال بالنسبة لمحافظ البنك المركزي لم يعلمنا بالخطة الجديدة التي يمكن أن تفيد المواطنين والتجار، فليس من المعقول أن تظل سياسات البنك أو الحكومة كما هي قبل وبعد الحصار، إذن ما الفائدة من هذا الرفع والضجة الكبيرة التي عشنا فيها ولم يعلمنا السيد المحافظ بالمال الذي دخل خزينة الدولة أو البنوك الأخرى، وهل التحويلات الخارجية الآن منسابة؟ وكم بلغت تلك الأموال منذ أن رفع الحصار؟.. أسئلة كثيرة ينتظر المواطن أن تتم الإجابة عليها من قبل المسؤولين.