ولنا رأي

عيد الشهيد الفضي!

الحرب اللعينة بالجنوب خلَّفت آلاف من الضحايا الذين أصبحوا شهداء من بعد ذلك، ولولا نفر من المخلصين والحادبين على مساعدة أسر أولئك ربما توقفت الحياة عندهم، ولكن أقيمت منظمة باسمهم عملت على رعاية الأيتام والأرامل، وكان لها الفضل في تقديم عمل موثَّق لتجربة جديرة بالاحترام.
الأمين العام للمنظمة الأستاذ “محمد حاج ماجد” دعا عدد من رؤساء التحرير وكُتَّاب الأعمدة أمس الأول، بالسلام روتانا للتفاكر حول الاستعدادات للاحتفال باليوبيل الفضي للمنظمة. حقيقة أن هذه المنظمة ومن خلال الفيلم الذي عرض علينا يؤكد أن هناك جهداً كبيراً يتم ليس في تلك المنظمة، ولكن في عدة جهات، ولكن لا أحد يعلم به بسبب القصور الإعلامي أو عدم الاهتمام من الجهات المسؤولة بالتبشير بما تقوم به، فالعمل الذي عرض يوضِّح أن تلك المنظَّمة قامت وتقوم بجهد كبير جداً تجاه أسر الشهداء، أن كان على مستوى التعليم أو الصحة أو حتى المناسبات المختلفة الأعياد، ومن بينها عيد الشهيد نفسه عمل كبير سيسجله التاريخ للذين وقفوا عليه من البدايات.
الأمين العام بعد عرض الفيلم تحدَّث عن تلك التجربة التي كانت صغيرة وأصبحت الآن كبيرة بفضل رعاية الجهات المسؤولة وعلى رأسها رئيس الجمهورية، قال: إن أكثر الفئات تضرراً من الحرب وأكثر ضحاياها من منسوبي القوات المسلحة، وفي القوات المسلحة الجنود بجانب قوات الشرطة وجهاز الأمن، ولكن هؤلاء أقل فئة من الفئة الأولى القوات المسلحة. إن الحرب التي فرضت على البلاد منذ ستين عاماً، تقريباً، قبل الانفصال كانت لعينة وتضرَّر منها أبناء الوطن سواءً في الشمال أو الجنوب.. ورغم فرضيتها، ولكن لابد من معالجة لأبناء أولئك الضحايا، ولذا حملت المنظمة العبء الأكبر في رعاية الأطفال والاهتمام بتعليمهم ومن ثم تزويجهم مع تقديم المساعدات الشهرية وفي كل المناسبات لهم مع العلاج الداخلي أو الخارجي.
الأمين العام قال: هناك فئات قد تم تقسيمها لأسر الشهداء منهم من حمل الفئة (أ) ومنهم من حمل الفئة (ب) وحتى الفئة     (د) وكل فئة تحظى بالخدمات، فمثلاً الأسر التي استشهد منها اثنان أو ثلاثة أفراد هؤلاء يكونون ضمن القائمة (أ)، وإذا كان هناك عمل ترغب المنظمة في تقديمه لأسر الشهداء، فالفئة الأولى التي يكون لها قصب السبق مثل توزيع الأراضي فتكون الأولوية لتلك الفئة، وكذلك الحج للوالدين وغيرها من الأعمال التي تقدّم. وقال الأمين العام ليس كل أسر الشهداء في حاجة إلى العون والمساعدة، بل هناك من أسر الشهداء أنفسهم ممن يقدِّمون العون والمساعدة للآخرين، فالمنظمة تجري استعداداتها للاحتفال بيوبيلها الفضي وشكَّلت اللجنة العليا برئاسة نائب رئيس الجمهورية الأستاذ “حسبو محمد عبد الرحمن”، مع تكوين لجان خمسة أخرى، وسميت تلك اللجان بأسماء الأكاديمية والثقافة والإعلام والموارد المالية والمصابين، وستكون لهذه اللجان مهام تقوم بها خلال فترة الاحتفالات التي تنتظم معظم ولايات السودان المختلفة اعتباراً من نهاية أكتوبر الجاري بولاية جنوب كردفان، ويشرِّفها نائب رئيس الجمهورية، فيما تحتفل ولاية سنار في نوفمبر القادم، وتختتم الاحتفالات بالخرطوم في يناير القادم مع احتفالات البلاد بأعياد الاستقلال. إن المشاريع التي تقدِّمها المنظمة لأسر الشهداء تلبي، ولو جزء قليل من الاحتياجات، نظراً للعدد الكبير الذي راح ضحية الحروب، ونأمل أن تنعم البلاد بالأمن والاستقرار، وأن يحل السلام كل ربوع البلاد، وأن يسهم أبناء الشهداء مع إخوانهم في نهضته.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية