رأي

مسألة مستعجلة

وفاة سجين!!
نجل الدين ام
حزنت وأنا أطالع أمس، خبراً تحت عنوان “وفاة نزيل في ظروف غامضة بسجن  الهدى”، وحسب التفاصيل أنه ليس هناك من غموض ولا يحزنون، لأن التقرير الطبي الأولي أظهر أن السجين توفي جراء الإصابة بمرض الدرن اللعين، وإن كان من غموض فإنه لماذا يترك هذا النزيل ليصل إلى هذه المرحلة ليكون مصيره الموت.
 وحسب التفاصيل أن زملاء النزيل كانوا قد عثروا عليه متوفى داخل السجن، فسارعوا إلى إبلاغ السلطات، واتضح من خلال المعاينة العادية أنه لا توجد آثار ضرب أو أي إصابة، ليتبين لاحقاً أنه كان مصاباً بمرض الدرن لتقوم الشرطة بالإجراءات اللازمة، وإحالة الجثة إلى مشرحة أم درمان، وتدوين بلاغ تحت المادة (51) إجراءات الموت في ظروف غامضة.
حسناً فعلت إدارة السجن رغم أن ذلك لا يعفيها من المسؤولية، حيث إن الإصابة في حد ذاتها تعني وجود مخاطر على صحة زملائه الآخرين جراء العدوى، ولا أعرف ما إذا كان هناك من التقط العدوى أم أنهم نجوا بقدرة الله سبحانه وتعالى.
ومصدر الأسى أن شخصاً يموت بسبب المرض ولا يجد سبيلاً ليشفى منه في مقابل مخاطر إصابة الآخرين.
الآن إدارة السجن مطالبة بأن تقوم بعمل كرنتينة لكل رفقاء هذا الضحية، والكشف عليهم لضمان عدم إصابتهم ومتابعة صحتهم على مدى زمني معقول.
تعجبت أن يكون مسرح هذا الحادث سجن الهدى والذي توقعت من إدارته أن تكون قد أصدرت بياناً توضيحياً حول ملابسات الوفاة وانتظار النتائج النهائية للتشريح، وسجن الهدى معروف عنه أنه مهيأ أكثر من غيره من السجون من حيث البيئة.
وفاة سجين بمرض داخل الحراسة، يعني أن هناك خللاً ما في المتابعة أو الاستجابة لأوضاع النزلاء، وفاة نزيل بهذه الطريقة مع التسليم بالقضاء والقدر، تعني وجود شيء من الإهمال ينبغي لإدارة السجن أن تتحمله، وتسعى كذلك لتأمين صحة النزلاء الآخرين من جراء انتقال العدوى. 
لا بد أن يكون السجن مكاناً تحترم فيه آدمية الإنسان ويجد كل نزيل حقوقه كاملة.
مسألة ثانية.. استوقفتني الزيارة المهمة التي سجلها مساعد رئيس الجمهورية مسؤول ملف العلاقات مع دولة الصين الدكتور “عوض أحمد الجاز” إلى مشروع الرهد الممتد في ولايتي الجزيرة والقضارف، ولما كانت الصين شريكاً جديداً في هذا المشروع، كان حضور “الجاز” فرض عين، المشروع به بعض الإشكالات الفنية وإغلاق قنوات الري، وحسناً فعل “الجاز” وهو يدعو ممثلي الأطراف المختلفة للزيارة لتجاوز المشكلات، وبالفعل أحدثت الزيارة أثراً طيباً والمساعد يرسل تعليماته وقراراته الميدانية.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية