أخيراً "ترمب" أوفى بوعده!!
كانت لحظات من الانتظار والترقب لكل الشعب السوداني الذي انتظر ثلاثة أشهر، هي الفترة التي حدَّد الرئيس الأمريكي “ترمب” لرفع الحصار الاقتصادي على السودان، فبدأت الإرهاصات قبل أن تصل المواعيد المضروبة للرفع في الثاني عشر من أكتوبر الجاري، الكل كان متوجِّس أن تنكص أمريكا عهدها بعدم الرفع، ولكن يوم (الجمعة)، المباركة أوفى الرئيس “ترمب” بالوعد برفع العقوبات الاقتصادية وهي الأهم في تلك الفترة، لأن الاقتصاد السوداني وعلى مدى العشرين عاماً الماضية، قد عانى من الحصار، إضافة إلى انفصال دولة الجنوب والذي لعبت فيه أمريكا دوراً كبيراً، إذ أن البترول المستخرج لولا الانفصال لما تأثر السودان بذلك، ولكن الانفصال جعل الجنوب يستأثر بكل البترول ما عدا رسوم العبور، وحتى تلك الرسوم توقفت بعد الحرب الأهلية التي دارت ما بين الحكومة والمعارضة، ولذلك تأثر الشعب الشمالي كثيراً وتأثرت الميزانية بسبب ارتفاع أسعار العملات الحرة بصورة مبالغ فيها فأصبح كل شيء مربوط بالدولار حتى أصحاب الخضار والطماطم والعجور واللبن كلهم رفعوا أسعارهم، لأن الدولار مرتفع، اليوم يوم تاريخي للشعب السوداني وتاريخي للذين ساهموا في هذا العمل الكبير على رأسهم البروف “إبراهيم غندور” وزير الخارجية الذي كان يعمل في صمت رغم الظلم الذي لحق به الفترة الماضية، فأسَّرها في نفسه وظل يعمل في صمت إلى أن كللت مساعيه بالرفع النهائي أمس، وهناك جنود مجهولين عملوا أيضاً في صمت واخترقوا الجدار الأمريكي مثل الفريق “صلاح عبد الله قوش” الرجل الصامت أيضاً فقد عمل مجهوداً كبيراً في هذا الملف والتحية للفريق أول مهندس “محمد عطا المولى عباس” رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني والفريق أول “عماد الدين عدوي” رئيس هيئة الأركان المشتركة، لقد أبلى أبناء السودان طوال الفترة الماضية من أجل رفع العقوبات التي كانت ظالمة، وثانياً تضرر منها الشعب السوداني وتأثر بها الاقتصاد فارتفعت أسعار الأدوية بصورة فلكية والسبب (ما في دولار)، وارتفعت أسعار تذاكر الطيران والسبب الحصار الاقتصادي، الجنيه السوداني ظل في حالة تدنٍ مستمر، فتأثرت قطع غيار الطائرات والمركبات العامة، كلها بسبب الحصار، لذا اليوم يوم الفرح فالشعب السوداني سيعيش فرحاً ولو لم تنخفض الأسعار غداً أو بعد غدٍ، ولكنها خطوة كبيرة من أجل الإصلاح الاقتصادي، فالقرار رسم البسمة على الشفاه المتعطشة وعلى القلوب الولهة، بل جعل ألا مستحيل تحت الشمس، فقد أوفت الحكومة بكل المطلوبات الخمسة التي حدَّدتها الإدارة الأمريكية على السودان، فقد لاحظنا ومنذ أن بدأت الإرهاصات برفع العقوبات أحجم تجار العملة عن البيع أو الشراء، ولذلك جاء الرفع برداً وسلاماً على المساكين، ويتوقع أن يهبط السعر إلى دون الخمسة عشر جنيهاً، وهذا حديث أحد تجار العملة الذي استنطقناه أمس، عقب قرار رفع العقوبات، فقال: أتوقع أن تنخفض أسعار العملات الحرة (الدولار) إلى أقل من خمسة عشر جنيهاً، والريال السعودي إلى ثلاثة جنيهات، بعد أن كان السعر حتى (الخميس) الماضي، ما يقارب الخمسة جنيهات وستمائة قرش، والدولار أكثر من عشرين جنيهاً، أما اليورو فقد تجاوز التسعة وعشرين جنيهاً.
إن رفع العقوبات هي لحظات فرح للحكومة وللشعب الأبي الذي تحمَّل وصبر طوال تلك العشرين عاماً الماضية، ربما يحجم بعض التجار عن البيع بأسعار منخفضة في الأيام الأولى للرفع، ولكن بعدها لا توجد أي حجة لهم برفع أسعار السلع وعلى الجميع الاتجاه إلى الإنتاج، لأن الإنتاج هو الذي سيجعل الأسعار تنخفض، أما الحكومة فعليها خفض الضرائب والجمارك عن المواطنين حتى يسهموا في عملية التنمية والإنتاج عموماً. مبروك للشعب السوداني وللرئيس “عمر البشير” ولكل الذين وقفوا على هذا الملف حتى نهايته.