رأي

عز الكلام

رفع العقوبات وحل الحكومة!!!
ام وضاح
اكتب هذه الزاوية عصراً باكراً بأمر هيئة التحرير، حتى تتمكن من اللحاق بالمطبعة وهو ما يحول بينها وبين انتظار قرار رفع العقوبات عن السودان من قبل الإدارة الأمريكية، وهو القرار المسبوق بسقف عالٍ من الأمنيات والأحلام الوردية، إذ إن جيلاً كاملاً من الذين تعطلت آمالهم وطموحاتهم أو الذين عاصروا أصعب المراحل الاقتصادية التي عانت منها بلادنا، تفتحت آذانهم على نغمة الحصار الأمريكي، ليكون هو المبرر الذي ظلت تبذله الحكومة في مواجهة أي فشل أو إخفاق أو تراجع في وعودها ومواعيدها، وبالتالي هذا الجيل بأكمله يتخيل أن مشاكله ستنتهي في اللحظة التي يتفوَّه فيها “ترمب” بكلمة (رفعنا الحصار)، وعندها ستقع الطوبة في المعطوبة وتواجه الحكومة شعبها مكشوفة الوجه وهي مطالبة بحل قضايا بكرة دي وليس بعده،
وخليني أقول إنه لا أحد يلوم هؤلاء الحالمين بحياة رغدة ورفاهية سريعة طالما أن الحكومة كانت تعلق فشلها على شماعة الحصار، وهو بالتأكيد ليس السبب الوحيد للأزمة الاقتصادية ولا لتراجع وضياع مؤسسات ومشاريع عملاقة انطفى بريقها، وتوقفت عجلات إنتاجها والأسباب لذلك تعددت وتفرق دمها مابين المحسوبية والمجاملة التي جاءت بمسؤولين لا علاقة لهم بالمناصب التي أوكلت إليهم، فعاثوا فيها فشلاً ذريعاً وما بين الفساد الذي عشعش في أركان الدولة فاغتنى من اغتنى وترهل كرش من ترهل، وتطاول في البنيان من تطاول إذ إن الحصار وحده ليس مبرراً للحالة التي وصلنا إليها، وقبلنا (كوبا) حاصرتها أمريكا سنوات طويلة، ولم يتأثر اقتصادها، ولم يعانِ المواطن فيها الأمرين، كما يحدث للبني آدم السوداني، لكن الحكومة “لقت عائرة وادتا صوت”، وأصبحت العقوبات العقدة والحل، والآن في حال رفعت أمريكا عقوباتها سيصعب الموقف الرسمي جداً لأن المشاكل لن تنحل صباح بكرة (الأحد)، والمسألة تحتاج لوقت وترتيب واجتهاد كثير، وإن كان يخيل لي أن بعضهم ما عايز أمريكا ترفع عقوباتها لأنهم سيفقدون العذر الجاهز، ودرب المخارجة الواسع وتاني ما عندهم حجة أمريكا فكت دربنا وكدي ورونا فلاحتكم..
كلمة عزيزة
لو كنت مكان دولة رئيس مجلس الوزراء، ورفعت أمريكا عقوباتها عنا، لحللت الحكومة الاتحادية الليلة قبال بكرة، وسرحت هؤلاء الوزراء الباردين الخاتين يدهم في الموية الباردة، وكونت حكومة تكنوقراط من أهل الشأن والتخصص في الوزارات المختلفة، وفكونا من ده كان عضو لجنة حوار وده كان تبع حزب فلان واللا يا ريت أمريكا ترفع عقوباتها وتدينا وزيرين تلاتة فوق البيعة !!!
كلمة أعز
في غمضة عين نفذت الحكومة قرارها بمنع ستات الشاي من مزاولة عملهن بشارع النيل الذي أصبح خالياً من تجمعاتهن المعروفة، طيب الهمة والنشاط والإصرار على تنفيذ القرار، ما تعملوه في سماسرة العُملة البهزوا في القروش على عينك يا تاجر في وسط الخرطوم.. واللا أسد على ستات الشاي.. ونعامة قدام التماسيح الكبار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية