مبادرة الصحفيين والمحاميين لجمع السلاح!
قضية السلاح واحدة من القضايا التي شغلت الرأي العام والدولة والمجتمع وظلت حملة جمع السلاح بمناطق النزاعات بدارفور وكردفان تجد معارضة من البعض، ولكن رئاسة الجمهورية حسمت الأمر هذه المرة وأسندت للسيد نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” الملف وكوَّنت لجنة لذلك الغرض برئاسته، ومنذ أن تولى المهمة أصبح شغله الشاغل كيف يعمل على جمعه من أيدي المواطنين والتقى برجال الإدارة الأهلية والعمد وأهل الشأن بالمنطقة، وطاف في جولات مكوكية مناطق دارفور واتخذ القرار الذي يطالب حملة السلاح أن يسلموه طواعية وبدون مقابل، وقد نجح في ذلك وتم جمع عدد كبير جداً من تلك الأسلحة التي فتكت بالمواطنين من أهلنا بدارفور وكردفان، اتحاد الصحفيين واتحاد المحاميين وبمبادرة منهم اتفقوا على ميثاق لنجاح تلك الحملة كل بوسائله التي تتيح له كيف يمكن أن يؤدي دوره في ذلك، وكانت قاعة الصداقة أمس، مسرحاً للقاء الذي جمع آلاف من البشر، اتحادات الصحفيين والمحاميين والعمال ومنظمات المجتمع المدني والمعاشيين، لأول مرة تمتلئ القاعة عن آخرها، فقد كان حشداً كبيراً لعب فيه الوزير السابق “أحمد كرمنو” دوراً مقدَّراً.
اللقاء كان من المفترض أن يخاطبه السيد رئيس الجمهورية، ولكن نظراً لزيارة الرئيس الصومالي حضر نائب الرئيس “حسبو محمد عبد الرحمن” ووزير الدولة بوزارة الإعلام الأستاذ “ياسر يوسف” وتحدَّث في بداية اللقاء الأستاذ “الصادق الرزيقي” رئيس اتحاد الصحفيين، مشيداً بدور الصحافة السودانية ومواقفها الوطنية تجاه الوطن، وقال إن الصحافة ستلعب دوراً مهماً في الفترة القادمة من خلال المداد الذي تسكبه عبر ورقها أو عبر الإذاعات والفضائيات للمساهمة في تلك الحملة من أجل الحفاظ على النسيج الاجتماعي ونزع السلاح من أيدي المواطنين مع التبصير بخطورته، ومن ثم تحدَّث الأستاذ “ياسر يوسف” وزير الدولة بالإعلام، مشيداً بمبادرة الصحفيين والمحاميين التي وقف إلى جانبها منذ أن كانت فكرة حتى ترجمت الآن إلى الواقع، ونبَّه أيضاً إلى خطورة السلاح الذي حصد آلاف من الأرواح البريئة بمناطق دارفور وكردفان.
السيد نائب رئيس الجمهورية الأستاذ “حسبو” كان مرتَّباً في أفكاره وقد هضم الملف من خلال جولاته التي قام بها الفترة الماضية وجلوسه مع المختصين في الولايات المعنية، ونبَّه كذلك إلى خطورة حمل السلاح، وكان صادقاً عندما قال: نحن لن نمنح شخصاً مالاً نظير تسليم سلاحه، لأن السلاح أصلاً استخدم في القتل فلا يمكن أن يعوَّض الشخص ثانية والمرحلة الأولى بإرادة الأشخاص، وثانياً بالنزع مع العقوبة في حالة عدم التسليم والتي حدَّدت بالسجن والإعدام وحدَّدت مراحل لجمع السلاح، إضافة إلى قرارات ستصدر بعدم استخدام السلاح في المناسبات، ووصف بعض مناسبات الفرح التي تحوَّلت إلى ما تم نتيجة لإطلاق الرصاص الذي يصيب أبرياء في تلك المناسبة. السيد النائب قال إن الحملة سوف تستمر بمناطق دارفور ومن ثم سوف تتجه إلى مناطق الشرق.
إن حملة جمع السلاح من القرارات الصائبة والتي كان من المفترض أن يكون قرارها قبل عشرات السنين قبل أن يتمدَّد السلاح ويصبح مثله ومثل أي آلة يمسكها المواطن، فالسلاح الذي أفرزته الحروب بالمنطقة استخدم استخداماً سيئاً، فالقبائل لم تستخدمه في حربها ضد الغزاة على الدولة، ولكن استخدم ضد بعضهم البعض فعشرات الأسر فقدت أبنائها نتيجة لهذا السلاح، بل ذعر أمن المنطقة وسلامتها، فما قامت به تلك الاتحادات من خلال تلك النفرة وما يصاحبها من عمل توعوي لوسائل الإعلام المختلفة الفترة القادمة إضافة إلى الزيارات الميدانية لتلك المناطق.