ولنا رأي

مؤتمر (السيسا) وحل المشكلة الأمنية!!

تعد القارة الأفريقية أكثر القارات عرضة للنزاعات بسبب الجهل والفقر والمرض، ولذلك تداعت الأجهزة الأمنية والمخابراتية على عقد مؤتمر يعمل على مناقشة قضايا المنطقة وإمكانية حلها وفقاً للمعطيات الموجودة، فالسودان يستضيف اليوم المؤتمر الرابع عشر لأجهزة المخابرات الأفريقية، وسبق له أن عقد اثنين منها الفترة الماضية عدة أوراق ستتم مناقشتها خلال هذا المؤتمر الذي يشارك فيه عدد من الوزراء والرؤساء السابقين، وأن دل على شيء فإنما يدل على أن السودان الآن من أكثر دول القارة الأفريقية أمناً واستقراراً، فالقارة الأفريقية تموج باضطراب سياسي وأمني ولابد من إيجاد حلول لتلك القارة التي تتمتع بإمكانيات كبيرة من حيث البشر ومن حيث الموارد، فالدول الأفريقية لو وجدت الأمن والاستقرار لاستطاعت أن تمتلك العالم، فأرضها مازالت بكر تستوعب أي صنف من الزراعة، إضافة إلى المعادن والبترول، ولكن إذا أحسن القادة الأفارقة إدارة كل دولة بالطريقة التي تحدث نوعاً من التعليم مع رفع الجهل، فالتعليم هو الوسيلة الوحيدة التي من خلالها يمكن أن تنهض القارة، فالحروب التي تدور فيها سببها الأساسي هو عدم التعليم فأوروبا نهضت بالتعليم، ولذلك نجد نسبة الأمية في القارة السمراء كبيرة جداً، ولذلك استغل المستعمر الغربي أبناء أفريقيا في تنفيذ مخططهم، فإنسان أفريقيا الآن يقتل بني جلدته من أجل الحصول على حفنة دولارات من قبل المستعمر، بالإضافة لسرقة الموارد، فأفريقيا غنية بالذهب والماس والبترول والحديد وغيرها من الموارد التي تنظر إليها تلك الدول فانظروا إلى كينيا ويوغندا وجنوب السودان التي استقلت قريباً كلها دول غنية بالموارد، ولكن المستعمر حاول أن يجعل شعبها في غياب تام حتى الحكام لم يدعهم يحكموا شعوبهم فأججوا الصراعات الداخلية فشغلوهم عن عملية التنمية والتطور، ولذلك كلما وقفت الحرب تجدَّدت بطريقة أخرى فلم تهدأ أفريقيا من الحروب، فهي في حالة حرب مستمرة..ولم يكتف الغرب بشغل القارة بالحروب فقط، فقد ابتدع طريقة جديدة أو وسيلة لشغل أفريقيا وهي عملية الاتجار بالبشر.. فأصبحت أفريقيا تموج بتجارة البشر ما أضعفها وجعل أبنائها في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها يهجرون أوطانهم طلباً للنجاة وتحسين أوضاعهم المعيشية، ولذلك راجت تلك التجارة في معظم دول الجوار الأفريقي وهناك بوابات يعبرون من خلالها إلى أوروبا ولكن هجرة وأحلام البعض منهم تبدَّدت بالموت في البحار.
إن مؤتمر (السيسا) الذي يستضيفه السودان اليوم لابد أن تكون له رؤية واضحة في الاستقرار السياسي ومن ثم الاستقرار الأمني الذي من خلاله نضمن استقرار المنطقة، فرؤساء الدول وقادتها هم الذين سيحققون لها الاستقرار، فأفريقيا محتاجة إلى قرارات شجاعة تحقق لشعوبها الأمن والاستقرار، وهذا لا يتأتى إلا بتضافر جهود الكل أولاً بنزع الأسلحة التي تعد معول الهدم.. ثانياً بوقف النزاعات القبلية بين أبناء المنطقة..وثالثاً أن تتخذ السلطات قرارات فيها مصلحة المواطن جعل التعليم إلزامي على كل طفل بلغ السادسة من عمره، ووقف عمليات الفساد التي تعد واحدة من مهدِّدات الأمة، العناية الطبية بالمواطنين وبناء المستشفيات والمراكز الصحية مع مجانية العلاج للجميع.. تفعيل دور الاتحادات من أجل إنسان القارة، إتاحة فرص التأهيل والتدريب واستفادة دول المنطقة من بعضها البعض قيام سوق أفريقية مشتركة والاستفادة من تجارب الآخرين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية