ولنا رأي

من صنع المعسكرات بدارفور؟

عندما انتهت حرب الجنوب بتوقيع اتفاق نيفاشا اندلعت المعارك في دارفور ولم يتوقع أحد أن تتمدد الحرب لتشمل كل المنطقة، وبدأت المساومات من جانب الحركات المسلحة التي كانت في بادي الأمر حركة أو حركتين، وعندما أحس أولئك النفر ممن حملوا السلاح في وجه الحكومة أن مطالبهم قد تمت الاستجابة لها انشطرت كل حركة إلى حركتين إلى أن أصبحت الحركات المسلحة أكثر من عشرين حركة، وفي ذاك الوقت كان السلاح متوفر في دارفور بكثافة فبدأت عمليات الهجرة من المدن إلى المعسكرات التي لعبت المنظمات العالمية دوراً كبيراً في إنشائها فاستسهل أهل دارفور الحياة عندما وجدوا كل شيء متوفر داخل تلك المعسكرات من أكل وشرب وغيرها من متع الدنيا وتركوا قراهم وسكنوا المعسكرات فتمدَّدت المعسكرات فنشأ معسكر “أبو شوك” و”زمزم” و”كلمة” الذي أصبح من أكبر المعسكرات بجنوب دارفور، فتدافع السكان إليه خوفاً من عمليات القتل والسلب والنهب التي استخدمها المتمردون تجاه بعض القبائل وظن البعض أن حياة المعسكرات أفضل من الحياة خارجه والحكومة وقتها وحكومة الولاية لم تعر الأمر اهتماماً كبيراً ظناً منها أن تلك المعسكرات سحابة صيف أو أمر عارض يمكن أن ينتهي في أي لحظة، فدخلت الأصابع الأجنبية في عمل تلك المعسكرات وبدأت في تقديم الطعام الأمر الذي جعل سكان كل المنطق يهجرونها للعيش داخل تلك المعسكرات.. فالحكومة استسهلت الأمر ولو تعاملت معه بجدية ما أظن معسكر واحد بقى في المنطقة، فالمنظمات تعاملت مع المعسكرات ليس خدمة للسكان وإنما لضرب الحكومة، إضافة إلى الناشطين من أبناء دارفور والمنضمين إلى الحركات المسلحة بدأوا في تزيين الحياة الرغدة للمواطنين، ومن هنا جاءت النعرة العدائية للحكومة..وما كان لمعسكر “كلمة” أن يجد هذا الاهتمام لو نزعت عنه الشرعية، فالمعسكرات التي أقيمت بعد “كلمة” أو قبله كلها انتهت، ولكن “كلمة” أصبح المعسكر الوحيد الذي يحمل صفة المعارضة رغم أن ما بداخله قلة منهم، ولكن صوتهم أعلى لأن المنتسبين للحكومة بداخله لم يتعاملوا مع الأصوات المعارضة بداخله بالندية أو إخراس أصواتهم، ولذلك أصبح صوتهم هو الأعلى، وعندما بدأ الرئيس زيارته إلى جنوب دارفور بدأ الترويج بأن السيد الرئيس لن يستطيع دخول معسكر “كلمة” وارتفعت الأصوات وبثت تلك السموم التي ظن الجميع أن السيد الرئيس عصى عليه دخول “كلمة”، ولكن كانت كلمته لكل الناس معارضين ومساندين من “كلمة” لمن كان بالداخل أو الخارج، فقد أسكت الأصوات التي اعتقدت استحالة الدخول وهذه رسالة للمنظمات العالمية التي تحتضن حملة السلاح وتمدهم بالمال والسلاح، وأهل دارفور من الأفضل لهم أن يعيشوا في قراهم وفرقانهم وليبنوا حياة كريمة بدلاً من استجداء المنظمات العالمية التي لها هدف في تقديم تلك المساعدات والغرب لا يعطيك إلا بالمقابل ويجب أن يعرفوا ذلك حتى “عبد الواحد نور” يجب أن يعلم تماماً أن احتضان الغرب له ليس لسواد عيونه، ولكن هناك فاتورة لا بد أن يسدِّدها اليوم أو الغد..ولذلك فإن أهل دارفور البسطاء يجب أن يعوا الدرس قبل فوات الأوان والشباب الذي يظن أن هناك جنة ينتظرونها من قبل “عبد الواحد” أو أي شخص من الذين ما زالوا يحملون السلاح تكون واطاتهم أصبحت، فالدولة يجب أن تكون جادة في إزالة تلك المعسكرات ليعود الأمن والاستقرار لأهل المنطقة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية