كم دفعت لنا قطر وكم عدد مشروعاتها بالسودان؟
أعلن رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر، عن ضخ مبلغ ثمانية عشر مليار دولار في مصر خلال خمس سنوات، منها ثمانية مليارات دولار في مشروعات ضخمة، تتمثل في محطات توليد الكهرباء والغاز الطبيعي ومصانع في مختلف الأنشطة، إلى جانب ضخ عشرة مليارات دولار في مشروع سياحي بالساحل الشمالي.
الخير صحيح وورد في كل الفضائيات والوكالات وفي هذه الصحيفة في صفحتها الأولى؛ مما يعني أن قطر سوف تنزل بثقلها في مصر والخطوة كانت مباركة من قبل أمير قطر.
إذا سألنا كم عدد المشروعات التي تقوم بتنفيذها قطر في السودان حكومة أو أفراداً، هل هناك استثمارات قطرية معروفة للشعب السوداني سوى مشروع الديار بمنطقة بحري؟، الذي مازال في بداياته ولم نعرف حجم هذا المشروع، وماذا سيضيف للسودان من ضمن المشروعات القطرية التي تقيمها في السودان؟. لقد حاول السفير القطري الذي انتهت فترة عمله بالسودان، السفير علي بن حسن الحمادي، جذب العديد من المستثمرين القطريين إلى السودان، لكن لا ندري كم عدد أولئك الذين جاءوا من قطر للاستثمار في السودان، كم حجم استثماراتهم؟ وفي أي المناطق تلك الاستثمارات، وما نوع الاستثمارات؟، أنا أعلم أن السفير علي بن حسن الحمادي قد أحب السودان وأصبح جزءاً منه، وقام باستثمار أمواله في مشروع زراعي ضخم إن لم تخني الذاكرة بمنطقة أم درمان في تربية الحيوان والغزلان وهو مشروع فردي، لا دخل له بدولة قطر التي ستضخ مبلغ ثمانية عشر مليار دولار في مصر ولمدة خمس سنوات، وهناك أيضاً مشروعات قطرية فردية متعلقة بتربية الحيوان، ولكن أين المشروعات الكبيرة، مشاريع المياه والكهرباء، المشاريع التي ستعود بالفائدة لدولتي السودان وقطر، لا ندري لماذا الغموض في العلاقة المالية بين السودان وقطر؟، والسودان هو الأقرب إلى قطر، وعندما بدأت هجرة الكوادر والعقول والعمالة السودانية إلى الخارج كانت قطر الدولة التي استقطبت العديد من أبناء السودان خاصة في مجال الشرطة، وأسهم المواطن السوداني في بناء دولة قطر، وقطر شعباً وحكومة يحتفظون بهذا الجميل للشعب السوداني ولحكومته، ولكن رد الجميل واجب، فالسودان الآن أحوج إلى استثمارات قطر وإلى مالها خاصة وأن السودان يمر بأزمة اقتصادية بعد إغلاق دولة جنوب السودان لـ(بلوفة) البترول والذي كان يعتمد عليه السودان بنسبة كبيرة في اقتصاده، فخروج البترول عن ميزانية الدولة جعلها تعلن سياسة التقشف وتخفيض دولاب الدولة، وأعلنت عن كثير من الحزم التي تساعد في استقرار الاقتصاد، ولكن لم نقرأ أن قطر قدمت علناً كما أعلن وزير خارجيتها ـ وفي مؤتمر صحفي ـ المبالغ الضخمة التي ستضخها لمصر، سمعنا أن مبالغ قليلة قدمتها قطر للسودان في صمت، وسمعنا همساً أن قطر اشترت مصفاة الجيلي، لا ندري لماذا السرية، ولماذا الإعلان في الخفاء لدعم قطري للسودان؟، إن كان حقيقة أن الروابط والعلائق بين السودان وقطر كبيرة وهي ممتدة منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، فلو دفعت قطر ثلث ما أعلنه وزير خارجيتها للسودان لخرج السودان من أزمته الاقتصادية.