ولنا رأي

السودان والصين الطريق إلى النجاح

انهى نائب رئيس مجلس الدولة الصيني الشقيق “نشانغ فاو لي” زيارته إلى البلاد أمس وتعد هذه الزيارة من أهم زيارات المسؤولين الصينيين إلى السودان، منذ أن بدأت العلاقات بين البلدين، عندما قررت القيادة السودانية الاتجاه إلى الشرق خاصة الصين عندما تنكر الغرب لها، وكان اتجاه السودان إلى الصين فتحاً كبيراً فتفجر وقتها البترول وأصبح السودان دولة بترولية، فجاءت العمالة الصينية وتدفق البترول واستقرت العُملة رغم الضغوط التي مورست، ولذلك فإن العلاقة مع دولة الصين هي علاقة مصالح صحيح، ولكنها أصبحت أقوى من ذلك لأن ما قدمته الصين للسودان لم تقدمه أي دولة أخرى، السودان والصين أصبحا حلفاء في التحالفات والمصالح المشتركة بين الشعوب، ولو دولة الصين والتآمر الذي حدث للسودان وقتها ربما انهارت الدولة آنذاك، ولكن من نعم المولى على هذه البلاد أن وجدت أصدقاءً وحلفاء صادقين في تعاملهم معنا، واليوم تبرهن الصين لأعداء السودان الذين ظنوا أن السودان فقد حليفة الإستراتيجي بعد انفصال الجنوب، وذهاب جل البترول إلى الطرف الآخر، وبدأ الأعداء في نسج خيوط المؤامرة من جديد بأن الصين لديها ديون على السودان، ولن تكون العلاقة عامرة بينهما ما لم يسدد السودان ديونه، ولكن زيارة نائب رئيس مجلس الدولة الصيني إلى البلاد، وإعفاء (160) مليوناً من ديونها على السودان، مع تقديم منحة تقدر ب(500) مليون يوان صيني دلالة على أن العلاقة بين البلدين (سمن على عسل) بل هي في أحسن حالاتها اليوم، والدليل على ذلك الحديث الطيب الذي قاله نائب رئيس مجلس الدولة الصيني في تلك الزيارة، حيث قال في المباحثات المشتركة بين الطرفين: إن مسيرة العلاقات الثنائية بين الخرطوم وبكين لها أكثر من خمسين عاماً، وإن بلاده تنظر بعين التقدير للجهود التي تبذلها دولة السودان في عملية الاستقرار من خلال تشكيل حكومة الوفاق الوطني، التي تساعد على استتباب الأمن والاستقرار به، وعبَّر عن سعادته لمواقف السودان الداعمة للصين في المحافل  الإقليمية الدولية، إن نائب رئيس مجلس الدولة الصيني لم يقفل الدور المشترك بين البلدين عند استخراج البترول، ولذلك نادى بالاستمرار في هذا المجال، والسودان يعد من الدول التي يتوفر فيها البترول ولكن محتاجة إلى جهود الآخرين خاصة دولة الصين، التي كان لها الفضل الأكبر في استخراج البترول، ومن ثم تصديره إلى العواصم العالمية بل استطاع الفنيون الصينيون أن يعملوا على تدريب المهندسين السودانيين، وخلال فترة وجيزة استطاع الفنيون السودانيون أن يديروا عملية البترول بأنفسهم بعد أن نالوا الخبرة الصينية، ومازالت هناك مجالات يمكن أن تساهم فيها الصين مع السودان في مجالات التكنولوجيا وغيرها من الصناعات المختلفة، والسودان دولة بكر بها العديد من المشاريع التي يمكن للطرفين الاستفادة من بعضهما البعض، وإذا كان البترول هو الشراكة الأولى، فيمكن أن تكون الشراكة الثانية في المجال الزراعي، والصين عرفت بإدقانها للمجال الزراعي، والمزارع الصيني طاقة من النشاط مع الخبرة والميكنة التي تساهم في زرع آلاف من الأفدنة التي يكفي إنتاجها  السودان، ومن ثم يصدر الباقي إلى الدول الأخرى، وبذلك تتحقق مقولة: (السودان سلة غذاء العالم)، فإن كانا قد نجحا في استخراج البترول وهو من الصعوبة بمكان، فإن المجال الزراعي أسهل بكثير من استخراج البترول، فالأرض خصبة والماء متوفر والأيدي العاملة الصينية مع السودانية يمكن أن تحدث طفرة تنموية كبيرة، لذا نعتقد أن زيارة نائب رئيس مجلس دولة الصين إلى السودان هي بداية الانطلاقة في المشاريع المختلفة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية