ولنا رأي

"مبارك الفاضل" والتطبيع مع إسرائيل!!

ما الذي أجبر الأستاذ “مبارك الفاضل المهدي” أن يعلن أنه مع التطبيع مع إسرائيل، هل “مبارك الفاضل” يريد مزيد من الضوء عليه أم هي الحقيقة التي لم يستطع أحد أن يقولها، كما حدث في انفصال دولة الجنوب والتي أبدى الكثيرون رأيهم في صمت أنهم مع الانفصال؟. ولكن لا يريدون أن يقولونها جهراً. فالسيد “مبارك الفاضل” ربما كسر الحاجز عن تلك الدعوة وقالها صراحة في الحلقات الحوارية التي أجرتها معه سودانية (24) ولا يهمه الأمر أن قبلتها الحكومة أو رفضتها أو قبلها الشعب السوداني أو رفضها، ولكن هي دعوة مكبوتة لدى الكثيرين الذين يرون أن أبناء الشعب الفلسطيني يتعايشون مع اليهود، أما الذين خرجوا فهم يستمتعون بحياتهم خارج نطاق الدولة، وأن كانت أسرهم مازالت موجودة تحت الحصار الإسرائيلي..وربما يقول قائل ماذا جنى السودان من مواقفه مع دولة فلسطين؟، وكما قال “الفاضل”، إن أبناء الشعب الفلسطيني الذين نقف معهم في خندق واحد أول من يبادلون أبناء الشعب السوداني العداء في المؤسسات الإعلامية بدول الخليج، وأول من يحفر للإعلاميين السودانيين هناك هم الفلسطينيين، أو في أي وظيفة أخرى تجد الإخوة الفلسطينيين الذين نقف معهم يضربون السودانيين دون الجنسيات الأخرى والتي ربما طبعت مع إسرائيل. الأستاذ “مبارك الفاضل” لا يهمه شيء أن فجَّر هذه القنبلة الموقوتة قبلها الناس أم رفضوها..وسبق أن صافح أحد القادة الإسرائيليين الإمام “الصادق المهدي” في مؤتمر عالمي بالصدفة لم ينتبه له الإمام..ولكن تلك المصافحة غير المقصودة روَّج لها وجعل منها مادة تجريمية للإمام على الرغم من أن الكثيرين من العرب بالعلن أو السر مطبعين مع إسرائيل. أذكر في العام 2000 انعقد مؤتمر في الدوحة دعيت له العديد من الأجهزة الإعلامية المحلية والعربية والعالمية، ووقتها كان لإسرائيل مكتب بقطر فأثار الإخوة الإعلاميين تلك القضية، ولكن في مؤتمر صحفي دعا له وزير الخارجية آنذاك “حمد بن جاسم بن جبر” تصوروا ماذا قال وزير الخارجية للإعلاميين؟ مش المكتب الإسرائيلي سنغلقه اليوم، وبعد أن ينفض المؤتمر سنفتحه، هؤلاء العرب الذين ترتكز عليهم القضية الفلسطينية والذين ينتظرهم الشعب الفلسطيني لحل قضيتهم. فالشعب السوداني حتى الآن ما عارف نفسه هل هو من العرب أو من الأفارقة؟، فحديث “مبارك الفاضل” أن لم يبلعه الناس اليوم سوف يأتي اليوم الذي يصبح واقعاً كما حدث لانفصال دولة الجنوب التي يدعي البعض أنها خسارة رغم أنهم تحت تحت يقولون الحمد لله الانفصلوا ديل لا بنشبهم ولا بشبهونا، ولذلك سيأتي اليوم الذي يقول فيه نفس الناس إن أهل فلسطين باعوا قضيتهم فليتحملوا نتائج فعلهم ونحن مالنا ومالهم، وما الذي جناه الشعب السوداني من فلسطين وأهله، وحتى الذين يرفضون التطبيع مع إسرائيل لو سألتهم لماذا ترفضون لا أحد يستطيع الرد، فالإجابة عنده ناقصة، فهناك عدد من الدول العربية تتعامل مع إسرائيل وتشتري منتجاتها وتبيع لها سراً أو علناً ..مباشرة أو باللفة. إن القضية الفلسطينية لن تحل طالما أهل القضية أنفسهم منقسمين والدول العربية منقسمة، ولذلك من أراد التعامل مع إسرائيل وفق المعطيات الموجودة فليتعامل معها أو أن يتخذ موقفاً قوياً للدفاع عن الأرض الفلسطينية المسلوبة إذا ما توحدت كل الفصائل الفلسطينية مع بعضها البعض ..أما حديث السيد “مبارك الفاضل” فقد رمى حجراً في بركة ساكنة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية