ولنا رأي

جمع السلاح بالقوة !!

الحملة التي أطلقتها الحكومة لجمع السلاح لم تكن قاصرة على ولاية شمال دارفور أو جنوبها، ولكن السلاح في أيدي المواطنين يشكِّل خطراً على المواطن نفسه وليس على الدولة، لأن السلاح الموجود في أيدي المواطنين يشكِّل تهديداً أمنياً للمنطقة الموجود فيها هذا السلاح. إن الحرب التي اندلعت في دارفور بعد توقيع اتفاق “نيفاشا” جعل الكل يحمل السلاح، إما دفاعاً عن النفس أو خوض معارك ضد الدولة أو ضد الآخرين، ولذلك في ظني أن الحملة الآن لجمع السلاح جاءت متأخرة، لأن سطوة الدولة في اتخاذ القرارات الحاسمة، فلو استولت الدولة على السلاح الموجود في أيدي البعض منذ ذاك الوقت، ما أظن أن عمليات التمرد كانت قد وصلت إلى تلك الدرجة من الانفلات الأمني، ودارفور أصبحت سوقاً لبيع السلاح، خاصة وأن الجارة ليبيا لم تقصِّر في تسريب السلاح لمنطقة دارفور بكل أنواعه وأشكاله.. وأصبح بيع السلاح في دارفور أشبه ببيع الطماطم أو أي سلعة يحتاج لها المواطن، وهناك بعض القبائل التي لم تعرف السلاح ولا استعماله وجدت نفسها مضطرة لحمل السلاح لحماية نفسها من العصابات المتفلتة أو من الحركات المسلحة التي تغير على ممتلكات الغير، وحتى تحمي تلك القبيلة أو تلك المجموعة نفسها كان لابد لها أن تتسلح طالما السلاح موجود ولا رقيب أو حسيب عليه أو اتخذت الحكومة قراراً بمنعه أو هناك تدخل من الأجهزة الأمنية لإلقاء القبض على كل من يحمل سلاحاً غير مرخَّص فإن اتخذت قانوناً صارماً لما وصل حال دارفور لما وصل إليه من انفلات أمني ..وانتشار السلاح لم يكن قاصراً على دارفور، ولكن كل المناطق التي بها نزاع أو صراع في النيل الأزرق أو مناطق كردفان انتشر فيها السلاح وراح العشرات ضحايا لوجوده، فالخطوة التي يقوم بها نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الله” في الفاشر لجمع السلاح خطوة أولى، ولكن هل يستجيب حملة السلاح على التسليم، بالتأكيد لن ينصاعوا إلى تلك القرارات أن كانت من المركز أو الولايات، ولكن القانون هو سيد الموقف.. ولابد أن تشدد الحكومة ولو بالقوة على جمعه من أيادي الناس، فالسلاح بكل أنواعه حتى السلاح الأبيض السكين والفرار والساطور كلها أدوات لارتكاب الجريمة، ويجب أن يعمم جمع السلاح من أيدي المواطنين، فنحن في القرن الحادي والعشرين، فليس من العقل ولا المنطق أن تكون السكين في أيدي المواطن، وهي وسيلة من وسائل الخراب والدمار ولا تقل خطورة عن البندقية أو المدفع الذي يحمله شخص داخل المعركة أو متربصاً بالآخرين، فالسكين خطورتها أنها تقتل في الحال، فإذا ما حدث إشكال بسيط  بين طرفين استل أحدهما سكينه وغرزها في جسد الآخر، ولذلك يجب أن يعمم جمع السلاح حتى مثل هذه الأدوات، السكين وغيرها في الريف أو المدن، فيجب أن يعاقب أي شخص يعثر بحوزته على السلاح الأبيض، ولو دعا الأمر حتى العصا يمكن منع حملها ..حتى نضمن سلامة المواطنين من خطورة هذه الأدوات..أما الأسلحة النارية التي يستخدمها المواطنين بولايات السودان المختلفة يجب أن تحدد فترة زمنية لجمعها ومن ثم تنزع بالقوة مع إيقاع عقوبة لمن لا ينصاع للأوامر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية