"شداد" (يفطر) بعد سبع سنوات صيام عن الإعلام!!
سبع سنوات أمضاها الدكتور “كمال شداد” الخبير الرياضي ورئيس الاتحاد السوداني السابق لكرة القدم في صمت منذ التآمر عليه وإبعاده من رئاسة الاتحاد لآخرين لم يكونوا بمستواه العلمي والأكاديمي وخبرته الطويلة بكرة القدم وعلاقاته الواسعة في القارة الأفريقية والعربية.
أفطر الدكتور “كمال شداد” بعد صيام طويل، وتحدث للفضائية السودانية، أمس، في البرنامج الرياضي الذي يقدمه “رضا مصطفى الشيخ”، وتحسرت على ضياع اسم السودان في المحافل الرياضية التي يغيب عنها الدكتور “شداد” صاحب الخبرة الطويلة ومعرفته اللصيقة بالرياضة والرياضيين، الدكتور “شداد” اعتذر للكثيرين ممن طلبوا إجراء المقابلات الصحفية بحجة أنه يرفض الحديث لأي وسيلة إعلامية داخلية أو خارجية وطلب من الجهات التي أبعدته أو تسببت في إبعاده بالاعتذار له لأنه لم يكن في يوم من الأيام معوقاً للرياضة في السودان بل كان محل فخر وإعزاز لها.. ولكن المؤامرات هي التي لعبت دوراً كبيراً في إبعاده عن رئاسة الاتحاد في الفترة الماضية.. تحدث “شداد” عن الـ(فيفا) والمشكلة الرياضية السودانية معها، وتحدث عن النظام الأساسي وعن تنظيم اللعبة، وقال إن المشكلة لا تستدعي الاتصال بالنائب الأول ولا البرلمان ولا وزير الرياضة، المشكلة في غاية البساطة، الالتزام بقوانين الـ(فيفا)، ولو التزم الجميع ما كان هناك ما يستدعي إيقاف النشاط الرياضي في السودان.
مشكلة السودانيين والحكومات أنهم لا يعرفون الصالح من الطالح، مَن المفيد ومَن المعوق، لذلك خسر السودان الكثير من قياداته الفاعلة في المجالات كافة، ولولا التآمر على الدكتور “كمال شداد” لما كان بالإمكان حدوث مشكلة مثل التي حدثت وكادت أن تعصف بالرياضة تماماً.
لكن “شداد” ولأنه رجل مؤدب ولا يعرف إلا أن يقول “الصاح”، والذي يقول “الصاح” في هذا البلد يعدّ من المعوقين، وهو اسم في عالم الرياضة بالسودان وقد أعطى السودان مكانة عالمية، وقف ضده أعداء النجاح وتآمروا عليه حتى أقصوه، ولم يخسر “شداد” إنما خسر السودان والرياضة وهو يدخل استوديوهات التلفزيون القومي ويتحدث حديث العارفين عن مشاكل اللعبة التي عجز الآخرون عن إيجاد المشرط الذي يفتح بدقة ليجد مكان المرض ويضع العلاج الصحيح.
“شداد” مثله مثل الكثيرين الذين تم التآمر عليهم وإقصاؤهم من أماكنهم.. فأعداء النجاح كثر.. والغريب في الأمر أن الدولة نفسها تساعد أولئك الفاشلين أصحاب الأصوات العالية بدون فائدة، ولو تريثت الدولة واستخدمت صوت العقل لفوتت الفرصة على أولئك الفاشلين.. لكن الدولة لا تسمع أبداً.. وحتى على مستوى العمل السياسي لو نظرنا إلى القيادات التي كانت تصول وتجول وتقدم الوصفات الصحيحة في إدارة الحكم زُين للدولة أن أولئك أصبحوا عديمي الفائدة، ولابد من تجديد الدماء، لأن كل مرحلة لها رجالها.. لكن الدولة لا تعلم أن الشجر الكبار فيه الثمر أو الصمغ، فاستغنت عن كوادرها الفاعلة بنفس المؤامرات التي تحاك في المجال الرياضي.
هناك الكثيرون الذين ما زالوا يقدمون العطاء في أي مكان يوضعون فيه.. هل هناك أفضل من الدكتور “عوض الجاز” في مجال البترول، وهل يوجد من هو أقدر منه في تحريك العمل والعاملين؟ وإذا لم يتسلم “الجاز” ملف البترول فهل كان يمكن خلال الفترة الوجيزة أن يكون للسودان بترول؟ وكذلك النائب الأول الأستاذ “علي عثمان” والدكتور “نافع” إلى الأستاذ “عبد الرحمن حسن” محافظ بنك السودان السابق الذي أقيل دون أن يعرف أي أحد الأسباب الحقيقية لإقالته.
نحن أعداء أنفسنا.. ولن نتقدم ما لم تخرج تلك الروح الشيطانية التآمرية من نفوسنا.