ولنا رأي

جرائم قتل شغلت الرأي العام!!

من أكثر الجرائم التي تشغل الرأي العام جرائم القتل، خاصة عندما تكون غامضة ويصعب فك خيوطها بسهولة مما يجعل الإشاعات حولها كثيرة وتتمدد حتى -أحياناً- تصدق الإشاعة وكأنها الحقيقة، ومن الجرائم التي شغلت الرأي العام، قتيلة الشنطة بأم درمان، وهي من الجرائم الغامضة ولا أظن حتى الآن قد عرف الناس أسبابها، وظلت تلك الجريمة محل نقاش في المجتمع الأمدرماني لفترة طويلة من الزمن..أما الجريمة الثانية التي وجدت رواجاً كبيراً في الديمقراطية الثالثة، وهي جريمة “أميرة الحكيم”، فقد أخذت رواجاً وشغلت المجتمع والحكومة وكثرت الإشاعات فيها ولا أظن أن الشرطة قد وصلت إلى فك طلاسمها على الرغم من توجيه أصابع الاتهام إلى أحد العساكر آنذاك، ولكن الجاني الحقيقي لا أظن قد تم التوصل إليه، وها نحن أمام واحدة من أصعب الجرائم التي ارتكبت الأيام الماضية وما زالت طلاسمها لم تفك على الرغم من بيان الشرطة والعثور عليها مقتولة وعثر على جثتها في النيل، فالجريمة غامضة ومهما قالت الشرطة إنها توصلت إلى فك طلاسمها فلن تصل إلى النتائج في الوقت القريب، فقد راجت الإشاعات عنها وكل يوم معلومة جديدة رغم أن أجهزتنا الأمنية والشرطية على درجة عالية من الكفاءة، وقد استطاعت في الفترة الماضية أن تلقي القبض على قاتل “ود الصول” ووالدته في أيام معدودة، واستطاعت أن تلقي القبض على منفذي سرقة مول الواحة وسرقة الذهب بأم درمان والعديد من الجرائم التي تعد من الجرائم الغامضة، ولكنها توصلت إلى الجناة، وأحياناً عدم الوصول إلى المجرمين في حالة اختفاء “أديبة” بسرعة تجعل الإشاعة تزدهر وتنتقل من شخص إلى آخر برواية أخرى، وقد شهدنا مواقع التواصل الاجتماعي الأيام الماضية وما راج فيها من أقاويل وقصص وحكاوي، ولكن لم يعرف حتى الآن أسبابها ودوافعها؟ وما هي الجهة التي قامت بعملية التنفيذ؟ وكيف حملت إلى النيل الأبيض؟ معلومات كثيرة ومتضاربة، والسبب أن الإشاعات شوَّشت على الجهات الأمنية والشرطية في الوصول إلى الحقيقة..وحتى الأجهزة الشرطية -أحياناً- عندما تقول، لقد توصلنا إلى معلومات ولم تبث تلك المعلومات بسرعة، ترد معلومات مخالفة لأقوال الأجهزة الشرطية، لأن الإشاعة -أحياناً- تقتل الحقيقة إذا لم تكن المعلومات الحقيقية وقوية بقوة الإشاعة..وأمس الأول، راجت معلومات عن فتاة جرت محاولة اختطافها بالسوق العربي أو شارع البلدية، وقد استعانت بعربة شرطة كانت موجودة لحظة المحاولة، ولكن في اليوم الثاني اتضح أن الفتاة تعاني من اضطراب نفسي ولم تتعرض لأي محاولة اختطاف، وفي صبيحة الأمس، جاءني شخص يروي لي أن شخصاً قد قتل بالقرب من كهرباء الحارة العاشرة، وقد نزعت منه الأجزاء الداخلية، بمعنى أن هناك جهة تتاجر في بيع الأعضاء، فقد قتلته وأخذت الأجزاء الداخلية منه، ولكن عندما ذهبت إلى شرطة الثورة العاشرة وسألت أول شرطي عن عملية قتل في الصباح وقد نزعت الأعضاء الداخلية منه، أكد لي الشرطي أن شخصاً كان مخموراً بالليل وتعرَّض لمحاولة قتل لم يوضح أسبابها، هل شجار بينه وآخر أو آخرين.. أم أن هناك عصابات (بخور) العاشرة اعترضوا طريق الرجل وجرت مقاومة منه أدت إلى عملية طعنه بالسكين وتدفق الدم حتى لوَّث ملابسه.. هذه واحدة من أخبار الإشاعات رغم صحة الرواية.. لكن لم يكن كل الخبر صحيحاً، ولم تنزع  الأعضاء الداخلية منه.. التريث والتثبت مهم قبل نقل الأخبار ناقصة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية