وازداد إحباط الشعب !!
زاد عدم رفع العقوبات الاقتصادية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي وعدت برفعها في الثاني عشر من يوليو الجاري، زاد من إحباط الشعب السوداني على الرغم من عدم تفاؤله بتغيير الوضع في البلاد على ما هو عليه سواء رفعت العقوبات أم لم ترفع، ولكن على الأقل الإنسان يشعر براحة نفسية ما في حد واقف ليه في راسو، ويمكن أن تتم المعالجة داخلياً زيتنا في بيتنا.
لقد ظل الشعب السوداني صابراً طوال الفترة الماضية على أمل أن ينعم بالسعادة والرفاهية إن كانت هناك عقوبات عليه أم لم تكن ..لأن الإنقاذ حينما جاءت عقب الديمقراطية الثالثة قالت جاءت لإنقاذ المواطنين من الحالة المتردية التي كانوا يعيشون فيها خلال تلك الديمقراطية والإضرابات التي عاشتها الأحزاب والصراعات التي تفاقمت بينها لذا عاش الشعب بعد التغيير على أمل العيش الكريم والحياة الرغدة، إلا أن أهل الإنقاذ في بداية الحكم واجهوا صراعاً داخلياً وخارجياً لا ندري من المتسبب فيه هل التجربة الإسلامية الوليدة للإنقاذيين هي السبب أم رفع الشعارات التي حاولوا أن يتحدوا بها الدول الكبرى أمريكا وروسيا وحتى الجارة الشقيقة مصر، عوامل كثيرة تداخلت ولكن دفع الشعب السوداني فاتورتها وتحملت الإنقاذ جزءاً كبيراً منها فلو حاولت أن تستفيد من تجارب الآخرين وحاولت أن توحد الجبهة الداخلية بغض النظر عن المخالفين لها في بدايتها، ولكانت ستجد السند من الجميع طالما الهدف المصلحة العامة للشعب الذي يرغب في العيش الكريم، وها هي أمريكا تحاول أن تركع النظام بشتى الطرق فبعد أن قدم لها المستحيل في سبيل أن ترضى عنه ..ها هي تخل بالعهود وتنكص وعدها معها وتجدد للسودان ثلاثة أشهر أخرى، لا ندري أن الولايات المتحدة الأمريكية ستكون صادقة فعلاً بعد انتهاء تلك الفترة أم محاولة كسب وقت، فالشعب زادت معاناته إن كانت بسبب العقوبات أم بسبب الحكومة أو بسبب التجار الذين وجدوا في المواطن المسكين ونزلوا ضرباً عليه كل يوم بزيادة الأسعار في كل السلع، وانتهز التجار فرصة الحكومة وانشغالها بالقضايا السياسية المختلفة فأرهقوا المواطن بزيادة الأسعار، ومنذ أن خرج من رمضان وهو يعاني من تلك الزيادات ثم جاء العيد والحال في حاله ثم المدارس فارتفعت حتى أسعار الكتب والكراسات والجلاد والأساتيك والأقلام فلم يرحموا أحداً، وبعد أيام سيأتي عيد الأضحى وسنشهد زيادة كبيرة جداً في أسعار الخراف لا ندري أين تربت تلك الخراف وأي طعام تتناوله حتى يبلغ السعر ثلاثة آلاف جنيه .. فالمواطن مغلوب على أمره ولا أظن أنه مشغول برفع العقوبات من عدمها لأن الحال هو نفس الحال إن تم رفعها أو لم يتم، وستمر الثلاثة أشهر كلمح البصر و”ترمب” متربص بالبلاد ولذلك من المفترض أن تعمل الحكومة خطة للثلاثة أشهر القادمة وأن لا يشغلها رفع العقوبات.. وعليها أن تستنفر الشعب وأن تتصالح معه فمن كان في السجن مهما كانت جريمته أن تعفو عنه وأن تفتح المجال للأحزاب بإقامة الندوات وتوعية المواطنين بأهمية الوطن وأن لا يكون الاعتماد على أمريكا أو غيرها .. فالسودان ملئ بالخيرات والكنوز.. ويمكن خلال الثلاثة أشهر أن يتم إنجاز الكثير من الأمور التي تجدد ثقة الشعب في الحكومة، ومن بعد ذلك إن كانت أمريكا جادة في رفع العقوبات أو لم ترفعها تكون الحكومة والشعب يداً واحدة يعملون من أجل الوطن وترابه.