ولنا رأي

زيارة لبيت "الترابي"!!

استضاف الأستاذ “الطاهر حسن التوم” الإعلامي المميز وصاحب الحوارات الرائعة بقناة سودانية 24 رابع أيام عيد الفطر المبارك أسرة الشيخ الراحل “حسن عبد الله الترابي”، وكان من بينهم الابن الأكبر “صديق” و”عصام” و”سلمى” و”أسماء” و”إمامة”، وغاب “محمد عمر” عن اللقاء والوالدة “وصال الصديق المهدي”. إن فكرة الحوار رائعة خاصة وأن الشعب السوداني لا يعرف عن أسرة الشيخ “الترابي” الصغيرة خاصة الأبناء والذين لم يظهروا في أي عمل سياسي طوال الفترة الماضية، سواء في الحكومة قبل المفاصلة أو بعد الانقسام. فظلت أسرة “الترابي” بعيدة عن الأضواء وعن الأعمال السياسية أو حتى الأعمال الاجتماعية. لفت نظري أن كل السيدات بنات الشيخ “الترابي” كنا على طبيعتهن من دون أي مساحيق كما البنات اللائي يتزين لمثل هذه المقابلة والتلفزيون له سحره وبريقه، ولكن بنات الشيخ “الترابي” كما هن في بساطة زيهن فلم يرتدين الثياب الفاخرة ولا التسريحات التي يتطلع إليها السيدات في المناسبات، أما الحدث فهناك معلومات ربما لأول مرة ترد على لسان كريمات الشيخ “الترابي” اللائي تحدثن بصدق وعفوية عن الشيخ خاصة عندما رفض أن يدخل أي واحد منهم العمل السياسي، فكل واحد له رسالة يقوم بها في الحياة سواء مع إخوانه أو أخواته فنأى الشيخ “الترابي” ببيته عن القيل وقال رغم أن بعض السهام قد نشن في بداية الثورة الابن “عصام”، حينما ادعت بعض الجهات ابن “الترابي” يمتلك كوتات الدقيق والسكر وأصبح من الفاسدين، كما روى “عصام” بنفسه عندما زار إحدى الأسر وجلس إلى جوار أحد الأشخاص وبدأ يروي له عن فساد أبناء الشيخ “الترابي” خاصة “عصام”، ولكن “عصام” اثرها في نفسه وترك له الحبل يروي ما شاء له من الروايات فسأله إن كان يعرف “عصام” “الترابي” فقال له نعم أعرفه ولا يدري أن الشخص الذي يجلس معه هو ابن “الترابي” “عصام” الذي ظل يكيل له الاتهامات ويصفه بالفساد والمحسوبية للشيخ “الترابي” إلى أن جاءت زوجة الرجل وظل هو يتحدث فسألته إن كان يعرف من يجلس معه ويكيل السباب إليه، فقالت له إن الذي تتهمه بالفساد هو “عصام الترابي” ..أما “أسماء” فقد روت كيف أبعدها الشيخ عن العمل السياسي وكيف طالبها بالابتعاد عن هذا الطريق.. لقد كان الشيخ “الترابي” ينظر إلى المستقبل ولا يريد أن يتهم في أي شئ ورفض أن يقرب أبناءه في أي عمل أو وظيفة تجر إليه المحسوبية، حتى المال كانت السيدة “وصال المهدي” قد ساهمت من ورثة والدها في تسيير البيت عندما كان الشيخ معتقلاً ولم يعرف له أي مصدر رزق، ولم تكن له شركات يديرها هو أو أبناؤه أو أقاربه والسلطة معروف فتنتها فإن لم تكن محصناً ضدها سيجرفك تيارها، ولكن الشيخ “الترابي” أبعد أولاده حتى لا يتهم بالفساد أو فساد الأسرة ولم نسمع أن فرداً من عائلة الشيخ “الترابي” قد اكتنز المال ..الشيخ “الترابي” دخل الدنيا وخرج منها نظيفاً لم نعرف عنه شيئاً، فلم نعرف له حسابات في البنوك ولا أراضي ولا عقارات رغم أنه من أوائل الأساتذة بجامعة الخرطوم ومن حقه أن تكون لديه عقارات وحسابات في البنوك، ولكنه ابتعد عن الشبهات وربما المنزل الذي يقطنه أولاده الآن يكون من صنع إخوانه كما صنعوا لغيره مأوى له ولأسرته. رغم أهمية الحوار والمعلومات الكثيرة التي رواها الأبناء عن الشيخ ولكن حلقة واحدة لا تكفي عن سيرة الشيخ الترابي ولا أولاده. عموماً نشكر الأخ “الطاهر” الذي استطاع أن يقنع كريمات الشيخ بهذا اللقاء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية