ولنا رأي

الصائمون كالملائكة !!

استوقفتني عبارة قالها الأمين العام للحركة الإسلامية الشيخ “الزبير أحمد الحسن” في الإفطار الذي أقامته الحركة الأيام الماضية، قال الشيخ لدى مخاطبته المدعوين عقب الإفطار بأن الصائمين هم أشبه بالملائكة بالنهار لأنهم يمتنعون عن الأكل والشرب نهاراً وهم أشبه بالملائكة بالليل لأنهم ينقطعون للعبادة من صلاة العشاء والتراويح والتهجد وما إلى ذلك من العبادات التي يقوم بها الصائم بالليل.
إن ما قاله الشيخ “الزبير” هو أقرب إلى الحقيقة فالنفس البشرية عندما تنقطع إلى عبادة الله في طاعة تامة تسمو النفس وترتفع إلى مرتبة الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم، فالصائم أثناء النهار تجده قد ترك الأكل والشرب وكل متع الدنيا في ذلك الوقت .. وهو في هذه الحالة يشبه الملائكة التي لا تأكل ولا تشرب، وكما قال المولى عز وجل (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، فالعبادة لله ترتقي بالإنسان وتجعله أشبه بهم في عدم الأكل والشرب ثم العبادة التي يمارسها الصائم بالليل من صلاة وتهجد وتسبيح وتكبير، وكلها تجعل الإنسان أقرب إلى ربه بعيداً عن المحرمات وعن كل ما يفتنه ولذلك عندما يمارس ذلك يجعل النفس خفيفة وهي الأقرب إلى الله. وهاهو رمضان يلملم أطرافه للرحيل فمن صامه منقطاً لعبادته بلا رياء أو ارتكاب أي معصية يجد نفسه قد سمت وارتفعت إلى عليين، بل تجده يأمل ألا يرحل وأن تطول أيامه ..للراحة النفسية والدرجة الإيمانية العالية التي وجدها هذا الصائم في هذا الشهر لأنه صامه إيماناً واحتساباً بلا رياء يطلب من الله مغفرته وتوبته.
إن شهر رمضان من الشهور العظيمة والتي لا تتكرر إلا مرة واحدة في السنة وفيه تصفد الشياطين وفيه تكثر الدعوات والمحبة بين الناس وفيه يتم التصدق على الفقراء والمساكين وتكثر فيه الرحمة على العباد، وفيه يحدث التسامي والتصافي وإزالة الأحقاد وتقل فيه الجريمة وتكثر العبادة .. فمن لم يركع لله تجد حياته قد تغيرت وتبدلت.. فبدأ الصيام والصلاة والتصدق على المساكين وبدأ الزيارة إلى الأهل والأقارب وفيه تقل مقاطعة الأرحام ..ولذلك عندما يبدأ الشهر في عملية الرحيل يحس المرء بأن شيئاً قد بدأ يفقده، فنسأل الله أن يتقبل من الجميع الصيام والقيام والعتق من النار وأن يعود علينا في عامه القادم تامين، ولحظات فيها كثير من المتعة والروحانيات للذين أنعم عليهم المولى عز وجل أن يؤدوا هذا الشهر في بيته العتيق في مكة المكرمة فالصيام فيها يختلف تماماً فالنفس تسمو أكثر والعبادة غير العبادة خارجه ..ولذلك فإن الذين كتب لهم المولى عز وجل زيارة بيته مرة واحدة وفي هذا الشهر تجده في كل عام قلبه معلقاً بالبيت لما لمسه من عظمة وروح إيمانية عالية وصلاة تعادل ألف صلاة فيه ..والنظر إلى البيت العتيق والطواف والسعي والإكثار من شرب ماء زمزم ..والإفطار داخل الحرم لا أحد يعلم من أين جاءت كل هذه الإفطارات البلح بأشكاله المختلفة والقهوة من الذي أتى بها الكل يريد أن يكسب الأجر في هذا الشهر، ولذلك تجد المتصدقين والمنفقين يفدون إلى البيت للإفطار فيه ..فدرجة إيمانية وروحية عالية نسأل الله القبول من الجميع وكل عام والجميع بألف خير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية