ولنا رأي

مبروك النجاح لطلاب الشهادة!!

علنت وزارة التربية والتعليم نهار أمس، شهادة المرحلة الثانوية بمساقاتها المختلفة، الأكاديمية والفنية والزراعية والقراءات، وعلى الرغم من أن إعلان النتيجة جاء والدنيا قبايل عيد كنا نأمل أن تؤجل لتعلن عقب عيد الفطر المبارك حتى يتمكن الطلاب وأسرهم من أداء العيد وهم مبسوطين، ولكن ها هي سنة الحياة لا بد أن يفرح البعض ويحزن البعض، فالذين تفوَّقوا بالتأكيد سيكون العيد بالنسبة لهم عيدين وفرحتين، أما الذين لم يوفقوا هذا العام سيكون العيد مسيخ بالنسبة لهم ولأسرهم، وقد سعدت جداً عندما سمعت أن أول الشهادة السودانية من مدرسة “يوسف الدقير” الطالب “محمد مبارك عبد الله” بنسبة نجاح بلغت (97) وواحد في المية، إضافة إلى الثالث والثمانين، ومدرسة “الدقير” الحكومية هي المدرسة التي أسسها أبناء الراحل “يوسف الدقير” تخليداً لذكرى والدهم، وقد اهتم الابن الأستاذ ووزير الثقافة بولاية الخرطوم “محمد يوسف الدقير” بالمدرسة وقد رعاها حق رعاية مع المعلمين الأساتذة الأجلاء مدير المدرسة “عمر” والوكيل “عثمان” والوكيل الأول “مصباح” وكل طاقم المدرسة ولو لا الاهتمام من الجانبين لما أحرزت المدرسة تلك النسبة الكبيرة ولا تبوأ أحد تلاميذها على العرش متفوقاً على كل أقرانه من التلاميذ بمستوياتهم المختلفة، فالعملية التعليمية تضامنية ما بين المدرسة والبيت والجهات التي تقف من ورائها مثل مجالس الآباء.. إن النجاح لن يتأتى إلا إذا كانت هنالك همة أولاً من الطالب نفسه ثم اهتمام كبير من قبل المعلمين بزرع الأمل في قلوب التلاميذ والاجتهاد معهم في توصيل المادة وتحبيبهم إلى العلم، فإن لم تغرس في نفوس التلاميذ أهمية العلم ودوافعه فلن تستطيع أن تحقق مراكز متقدمة فيه، ومدرسة “الدقير” الآن من المدارس النموذجية بمحلية كرري، واستطاعت أن تضع بصمة وسط كل المدارس بالمنطقة، وظل يتدافع إليها الطلاب وأسرهم للحصول على مقعد فيها نظراً للنجاح الذي ظلت تحققه كل عام، وهنا لابد أن نشيد بالأستاذ “محمد يوسف الدقير” الذي أعطاها الاهتمام اللازم وظل يدعمها سنوياً بملايين الجنيهات رغم أنها تعد من المدارس الحكومية والتي ينبغي أن تصرف عليها الحكومة، ولكن وإيفاءً بالوعد الذي قطعوه بدعمها سنوياً مهما كانت الظروف، أعطاها هذا التميز وهذا النجاح، لأن البيئة المدرسية أن لم تكن مريحة للطالب فلن يتحقق فيها النجاح، ولذلك إذا نظرنا إلى البيئة داخل المدرسة فهي الأفضل بين كثير من المدارس التي تشبهها من حيث أنها مدرسة حكومية، ولكن ما زالت في حاجة إلى العون والمساعدة من قبل أولياء الأمور ومن الجهات الداعمة الأخرى لتكون الأفضل على المستوى الحكومي والمدارس الخاصة، فهناك مدارس خاصة بيئتها أفضل بكثير رغم أن عملية التحصيل والنجاح أقل منها، فمدرسة “الدقير” بعد أن أحرزت هذا التفوق أمامها تحدٍ كبير بالاستمرار في نفس مستوى النجاح والتفوق، وهذا يتطلب من الأساتذة تقديم مزيد من الاهتمام والتركيز مع الطلاب، وإذا تمت زيادة هذا الاهتمام والتركيز بالتأكيد النسبة ستكون أفضل وعدد الأوائل سيرتفع، فبدلاً من واحد سيكون هناك أكثر من أول بالمدرسة أو عشرات من التلاميذ في المائة الأوائل، وليس من الصعب تحقيق ذلك بقليل من الجد والاجتهاد سيتحقق كل شيء، عموماً نهنئ أول السودان الذي أنجبته هذه المدرسة ونهنئ كل المتفوقين في شهادة هذا العام ونأمل للذين لم يحالفهم الحظ أن يبتسم لهم العام القادم، وكل عام والجميع بألف خير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية