ولنا رأي

رمضان خارج السودان !!

على الرغم من الحديث الذي يدور دائماً أن رمضان أحلى في السودان، ولكن رمضان خارج السودان لا تحث به أبداً، فرمضان أحلى في السودان بناسه والعصيدة والحلو مر والآبري الأبيض وسلطة الروب والبرش في الشارع ولمة الناس وأغاني وأغاني والتراويح، إلا أن  رمضان في خارج السودان وأن افتقد إلى كل هذه الميزات، ولكن لا توجد درجة حرارة بمستوى الموجودة في السودان، فقد حباني المولى عز وجل أن أصوم في عدد من الدول العربية، ففي القاهرة رمضان حاجة تانية، فكل الناس على الحدائق العامة حتى أذان الفجر، أما النهار فالكل نيام ودرجة الحرارة لا تتجاوز العشرينات تقريباً، ففي بداية الثمانينات لا أتذكر أن هناك مكيفات أو مراوح، فالطقس لم يكن محتاج إلى كل هذا، ومصر بصخبها وضجيجها تحس بالمتعة في رمضان خاصة بعد الإفطار في منطقة الحسين وخان الخليلي وحتى الذين يصومون في الأسكندرية أو الزقازيق أو أي مدينة من مدن القاهرة، فالحياة تحس فيها بالمتعة رغم أن معظمنا طلبة، فأما أن يكون تحضير الوجبة على اثنين أو الشغالة تجهز الفطور وتمشي، والطعام بتراب الفلوس، كما يقول أهلنا المصريين، فبعد الإفطار تنتقل الأسر إلى الحدائق العامة ومعها الأطفال يتسامرون ويلعبون الكرة، أما في المملكة العربية السعودية فالروحانيات فيها أكثر فمعظم الناس ينامون بعد الفجر ويخلدون للراحة كل النهار ولا تنتعش الأسواق إلا بعد الخامسة مساءً، لأن معظم الأسر تشتري الأكل الجاهز، ولكن السودانيين يتعاملون مع رمضان وكأنهم في السودان، وأذكر أنني صمت أكثر من ثلاثة رمضانات مع نسيبي الأخ “الفاضل العبيد محمد حامد”، وحرمه ابنة عمنا “نوال عمر أحمد دفع الله”، فكنا نقضي النهار في النوم ونسهر بالليل، وأحياناً نذهب لأداء العمرة، فأما أن نفطر في الحرم، وأما أن نذهب إلى مكة عقب صلاة العشاء ونؤدي العمرة قبل الفجر، ونعود بعد الصبح، فالمملكة العربية السعودية كل شيء فيها جاهز لا كهرباء بتقطع ولا مكيفات بتتعطل رغم أن درجة الحرارة تتجاوز الأربعين درجة مع زيادة في الرطوبة، ولذلك كل المواطنين والمقيمين لا يخرجون أثناء النهار، ورمضان في المملكة سهل لا تحس فيه بالجوع ولا العطش والحياة سهلة والمواد متوفرة أشكال وألوان وأصناف..فمتعة الصيام في المملكة تلك الروحانيات وأداء مناسك العمرة في سهولة ويسر.. أما الصيام في دولة قطر وهو أشبه بالصيام في المملكة من حيث النوم عقب صلاة الفجر والنوم نهاراً، فقد كنت ضيفاً على أسرة الأخ الراحل “حسن بن إدريس”، وزوجته الراحلة “بدرية التهامي”، وصادف وجودي معهم شهر رمضان، فقد كانوا يعيشون حياة رغدة بحكم عمل الأستاذ “حسن” مستشار اقتصادي للأمير “حمد بن خليفة” أمير قطر الأب السابق، فكنا نفطر داخل الفيلا ونادراً ما يلبي الأستاذ “حسن” دعوة إفطار خارجية، إلا مرة واحدة وبعد إلحاح من شخصية يعزها، فالراحل “حسن” له طقوس في رمضان، ولذلك يرفض الإفطارات الخارجية ..ونهار قطر قصير، ولذلك الفطور يبدأ بدري فكنا نصحو قريب صلاة العصر، وقبل أن تقرأ جزء من القرآن يعلن الأذان  لصلاة المغرب.. فرمضان خارج السودان يميزه سهولة الصيام لقلة درجات الحرارة وسهولة الحياة نفسها من مأكل ومشرب وغيرها من وسائل الترفيه المختلفة، ولكن رغماً عن ذلك رمضان أحلى في السودان بلمة الناس ونكهة الطعام السوداني العصيدة وملاح النعيمية وسلطة الروب

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية