خيمة الصحفيين فسحة للقاء!!
نجح الأخوين “محمد لطيف” و”فيصل محمد صالح” على تجمع الصحفيين والسياسيين ورموز المجتمع، في لقاءات رمضانية داخل تلك الخيمة التي يتم استعراض العديد من الموضوعات المهمة فيها السياسي والاجتماعي والثقافي، وعلى الرغم من عدم متابعتي لمعظم أيام الخيمة ولكن حضوري واحدة من تلك الليالي أحسست أن عملاً كبيراً يقام في هذه الخيمة وربما ما يقدم فيها مع لمة الصحفيين لم ينتبه إليه اتحاد الصحفيين، حضرت فيلم “النواة” الذي قدمه الباحث “عباس أحمد الحاج” وهو فيلم يحكي قصة عدد من الأمريكان الذين وفدوا إلى السودان في العام 1904م، لزراعة القطن بمنطقة الزيداب بالولاية الشمالية. واستعرض الفيلم المنطقة وكيف تم تعليم السودانيين زراعة القطن آنذاك، وهي من التجارب الناجحة، وقد استفاد السودان من خبرة الأمريكي الذي كان يعمل بالزراعة وقتها، وقد أثبت أن منطقة الزيداب أفضل المناطق لزراعة القطن ومن ثم انتقلت زراعته إلى منطقة الجزيرة ..الفيلم عكس أن السودان بإمكانه أن يقدم للعالم تجارب كبيرة وفي مجالات مختلفة وليس الزراعة، ولكن الباحث ومقدم الفيلم كان بمكانه أن يستعرض جوانب مختلفة من منطقة الزيداب وأهله ومساحة المنطقة ومعلومات كثيرة، كان يمكن أن تعمل إضافة كبيرة للفيلم، خاصة وأن هذا الفيلم يعتبر في الأساس دعاية للسودان أكثر منه دعاية للأمريكان، إضافة إلى أن إحدى حفيدات الأمريكان ما زالت موجودة بالزيداب، فكانت تسأل عن أسرة جدها، فالباحث كان بمكانه أن يبحث عن تلك الجذور حتى يعرِّف المشاهد أن هناك جذور ممتدة للأمريكان الذين جاءوا إلى السودان، فلا يعقل أن يكتفي بالأجزاء البسيطة فقط، عموماً الباحث قدم مرافعة عن نفسه وعن الجهات التي تقوم بتمويل أفلامه، لأن فيلم النواة ليس هو الفيلم الوحيد الذي أنتجه “عباس”، بل هناك العديد منها، وقد استوقفني أن الأفلام التي أنتجها لم يستفد منها مالياً، فتساءلت كيف لإنسان يقوم بعمل كبير، وفيه بذل مادي وجسمي وذهني ولا يستفيد مادياً، فالإنسان أن لم يستفد مادياً بالتأكيد لن يستطيع أن يقدم على العمل الآخر، لأن عمل الأفلام مكلف جداً حتى الأشخاص الذين يكتبون السيناريو وقارئ المادة وعملية التسجيل، فهناك مال ضخم استخدم، فمن أين له بكل هذا المال؟. المهم تبقى تساؤلات يفك لغزها صاحب الفيلم، ولكن الخيمة في ظني عمل كبير وقدمت أناس في مجالات مختلفة وأصبحت مادة صحفية يفترض أن يستفيد منها الإخوة الصحفيين يومياً أن كان على مستوى المنوعات أو الأخبار أو التقارير، وهي فرصة أيضاً للقاء الإخوة الصحفيين فيما بينهم، خاصة وأن طاحونة العمل الصحفي اليومية لا تترك للبعض مساحة للترويح عن النفس أو تلاقح الأفكار أو الاستفادة من المواد التي تقدم مع الترويح مع الفنانين القدامى أو الصاعدين، وهي أيضاً فرصة لظهور البعض منهم أن كان على مستوى اللقاءات أو عملية النشر في الصفحات الفنية أو على صدر الصفحات الأخرى.
إن خيمة الصحفيين ابتكار رائع من الأخ “محمد لطيف”، ولمة رمضانية وترويح عن النفس وكسب معلومات إضافية من قبل المستضافين أن كانوا على مستوى الوزراء أو الجهات الأخرى، فنأمل ألا تكون الخيمة قاصرة على شهر رمضان كبرنامج (أغاني وأغاني).