ولنا رأي

هل يتساوى الذين يعملون والذين لا يعملون؟

ولاية الخرطوم تعد سوداناً مصغراً وأصبحت الهجرة إليها من كل الولايات طلباً للرزق وطلباً للخدمة التي لم تتوفر لدى العديد من الولايات، ولكن هذه الولاية والتي يقال عنها كرش الفيل لتمددها لن تستطيع أن تفي باحتياجات كل المواطنين، والخدمة فيها متدنية والبيئة لا تشبه أية بيئة في عواصم الدول المختلفة، إذا أجرينا المقارنة بينها وبين تلك العواصم، ولكن إذا نظرنا إلى الولاية والمعتمدين الذين تعاقبوا عليها نجد الجنرالات هم أوفر حظاً في تقديم الخدمة الممتازة مع قلة من المدنيين، ولكن إذا تصفحنا ملف الفريق “أحمد أبو شنب” نجد كفته مرجحة على السابقين في عملية التنظيم وترتيب الولاية وضبطها، فإذا نظرنا إلى شارع السيد “عبد الرحمن”  على سبيل المثال والذي ظل لفترة طويلة جداً لا تستطيع السير عليه المركبات، الآن وباجتهاده مع بعض الجهات استطاع أن يعيد الطريق لكي يشبه طرق العواصم العربية أو الأوربية، فقد تمت إعادة تأهيل الشارع وأقيم الانترلوك وقارب الشارع أن يصل إلى السوق العربي، في نسخته الجديدة، وكذا الحال بالنسبة للسوق المركزي الذي أغلقه تماماً عندما وجد السوق مليئاً بالقاذورات وأن البيئة لا تتناسب مع المواطنين الذين يدخلونه لقضاء احتياجاتهم بصورة حضارية والجنرال “أحمد أبو شنب” لم تقف في طريقه أية عقبة أو أي شخص يحاول اعتراض ما يريد القيام به، فهو رجل المهام الصعبة استطاع أن يزيل كثيراً من البؤر السيئة بالولاية وأزال التعديات خارج النطاق المسموح به إن كان على مستوى السكن أو المحال التجارية، وقبل أيام دشن عدداً من عربات النفايات الجديدة التي تعمل على نظافة ولاية الخرطوم والفريق أبو شنب لو حضر أيام البترول لأصبحت ولاية الخرطوم الآن أشبه بدبي أو أي عاصمة تتمتع بالجمال والهدوء، ورغماً عن ذلك فله اجتهاد كبير في أن يجعل من الخرطوم مدينة يعشقها القادمون، وأتعجب لبقية المعتمدين الآخرين وعلى سبيل المثال معتمد كرري الذي لم نره يوماً واحداً في الشارع العام مع العمال أو اتخذ قراراً لمصلحة المواطن فمحلية كرري تعد من أسوأ المحليات من حيث النظافة، فالشوارع مكتظة بالنفايات والأنقاض على طول الطرق ومعظمها يفتقر إلى الإنارة خاصة في الشوارع الرئيسية، فلدينا ثلاثة شوارع كبيرة في المحلية الوادي والنص والشنقيطي لو أعطى من وقته أسبوعاً في الشهر ربما تم إصلاح شارع واحد منها والمحلية تفتقر إلى التشجير والتوسعة، ولذلك لا أحد من مواطني محلية كرري لو سألته من هو المعتمد فلن تجد منه إجابة صحيحة، فلماذا الفريق “أبو شنب” يملك كل تلك الهمة يصول ويجول ويقدم ما هو مفيد بينما الآخرون قابعون في مكاتبهم لا يقدمون ولا يؤخرون، وهل من جهة تحاسبهم وهل هم راضون عن أنفسهم نظير ما يتقاضون من مال ونثريات واجتماعات وعربات والمحلية غرقانة في النفايات والظلام، الحكومة يفترض بعد تجربة الجنرالات أن تغير كل الاستطاف من المدنيين إلى العسكريين، فهؤلاء ما عندهم حصة فطور ولو ماشين نشرب شاي هؤلاء تجدهم في الميدان دائماً فالفريق “أبو شنب” ومعتمد بحري اللواء “حسن”، والآن استعان السيد الرئيس بجنرال في وزارة المالية وهذا يؤكد أن بعض المدنيين لا يصلحون للعمل التنفيذي، لأنهم متساهلون ويحبون الركلسة وعدم الانضباط ولذلك يفترض أن تهتدي الدولة بأمثال “أبو شنب” في العمل العام ومحاسبة المعتمدين الذين يقصرون في عملهم، فليس من المنطق أن يوكل إلى المعتمدين عمل لا ينجزون واحداً في المية منه، ففي الثورة بالنص وعلى جامعة التقانة بداية مدخل الثورة بالنص توجد ماسورة مكسورة لها شهور لا أحد سأل فيها، والمياه متدفقة بالمجرى الرئيسي والأنقاض على طول الشارع ناهيك عن الظلام الدامس من بدية المقابر إلى مدخل المدينة، وهذا جزء من الملاحظات فهل يرتفع معتمد كرري إلى مستوى الفريق “أبو شنب”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية