غزوة بدر الكبرى !!
يصادف يوم غدٍ (الاثنين) السابع عشر من رمضان غزوة بدر الكبرى التي نصر الله سبحانه وتعالى المسلمين رغم قلة عددهم فيها، ولكن الله سبحانه وتعالى أراد للمسلمين النصر فيها وأمدهم بألف من الملائكة نزلوا ليحاربوا معهم، وقتل المسلمين من الكفار سبعين وأسروا سبعين، فالتاريخ الإسلامي ملئ بالعظات والعبر ومثل هذه الغزوات لو تمعَّنها الناس وتدبروها لتأكدوا أن الله جعلها لحكمة للمسلمين، أولاً وللكافرين الذين طغوا وتجبَّروا، فقلة من المسلمين حينما ينتصرون على عدد كبير من المشركين هنا تبرز عظمة المؤمنين وتمسكهم بدينهم، فغزوة تتم في رمضان ويكون الإنسان قد بلغ به الجوع والعطش ويدخل معركة ويتحقق له فيها النصر فهذه من المعجزات الإلهية أو فلنقل سمو المرء وتمسكه بدينه والدفاع عنه، ومن هنا كتب الله للمسلمين النصر، فالمرء حينما ينظر إلى المعارك الحربية التي تستخدم فيها الآلة الحربية الفتاكة، ولكن هنا الإيمان والسيف هو الوسيلة الوحيدة في القتال، بل المواجهة الشخصية، أي أنك تواجه العدو بنفسك، فأما قاتل وأما مقتول، ولكن عزيمة المؤمنين آنذاك وتمسكهم بدينهم هو الدافع الذي حقق لهم النصر فيه، ولم تكن غزوة بدر هي التي انتصر فيها المسلمين، ولكن معظم الفتوحات الإسلامية التي قادها صحابة أجلاء انتصروا فيها على ملة الكفر، ولكن فلننظر إلى المسلمين الآن ما هي المعارك التي خاضوها وانتصروا فيها على ملة الكفر، فالمسلمين اليوم بدلاً من توجيه أسلحتهم لملة الكفر والإلحاد، أصبحوا يوجهون أسلحتهم إلى بعضهم البعض، فبعد أن كانوا أمة مهابة الآن أصبحت أمة تموج فيها الفتن بين بعضها البعض، فظهرت الحركات المختلفة، ولكن ماذا فعلت تلك الحركات التي تتحدث باسم الإسلام ربما البعض يتبرأ منها ومن الأعمال التي تقوم بها ضد المسلمين أنفسهم، فكم من أبرياء قتلوا بسبب هجمات المسلمين ضد بعضهم البعض والآن ديار المسلمين أصبحت خراب، فلننظر إلى العراق وإلى اليمن وإلى سوريا وإلى أي بقعة من بقاع الإسلام، كم من مسلم قُتِل وكم من مسلم شُرِّد، فهل لو كان هناك قائد إسلامي واحد يؤتمر بأمره، هل كان يمكن أن يحدث هذا التمزق والخراب؟، الفتن ملأت الأمة الإسلامية والمؤامرات مستمرة، ولكن لا أحد يحاول أن يتعظ مما يجرى بالمنطقة، وها هي مؤامرة جديدة على الأمة العربية والإسلامية تطل برأسها بمنطقة الخليج بين المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر ضد دولة قطر، وهناك انقسام كبير بين تلك الدول، ولكن لمصلحة من كل هذا، هل دولة عربية وإسلامية واحدة تتآمر على كل الأمة ..أم أن الأمر فيه شيء خفي؟.. بالتأكيد هنالك شيء ما، ولكن الإخوة العرب والمسلمين بلعوا الطعم الذي قدم لهم وأكلوه دون أن يدروا، ولذلك ينبغي على الأمة الإسلامية والعربية أن تكون غزوة بدر عظة لهم في معاركهم مع ملة الكفر التي تنسج خيوطها على الأمة الإسلامية جمعاء.. وكيف يواجه الحكام العرب تلك المؤتمرات بالحكمة والرؤية داخل البيت العربي الواحد بدلاً أن يجروا وراء أوهام تحاول أن تفتك بهم جميعاً، فغزوة بدر واحدة من الغزوات التي يمكن أن تدرَّس في دور العلم، فكم من فئة قليلة هزمت فئة كثيرة.